أتمنى أن أكون الاستثناء الوحيد

TT

عليك أيها الرجل العربي، أو بمعنى أشمل أيها الرجل المسلم، أن (تبوس إيدك ظهر وقفا) وتحمد ربك على (النغنغة) والنعمة التي أنت فيها، والتي تكاد ترفسها بقدمك بكل غباء من دون أن تدري.

فمن المتعارف عليه واقعيا وعمليا أن الرجل في مجتمعاتنا له الكعب المعلى على المرأة، ولكن تخيلوا لو أن المعادلة انعكست (ظهرا على عقب)، وأصبح الرجل هو الذي تحت والمرأة هي التي فوق، فكيف كانت ستسير الأمور؟! أنا شخصيا أعتقد أنها كانت ستسير إلى الأحسن، وهذا هو ما فطنت له بعض القبائل البدائية التي سوف أطرح عليكم بعضا من نماذجها المشرفة.

فمثلا في قبيلة (تشامبولي) الغينية الزوجات هن اللاتي يسيطرن على الرجال الأزواج، ويخرجن في كل صباح إلى العمل في المزارع والحقول، ويبقى الرجال في المنازل يرتبونها ويعزفون على القيثارة ويزينون البيوت بالزهور لاستقبال النساء والترفيه عنهن عند عودتهن إلى المنازل مساء، والغريب في أمر نساء هذه القبيلة أنهن يظهرن ازدراءهن للرجل لكونه لا يعرف إلا الخصام والثرثرة والانقياد إلى عواطفه.

وفي قبيلة (نادوري) بغينيا بيساو، يحق للمرأة الزواج بأكثر من رجل من دون تحديد، ولا يمنح ذلك الحق للرجل، وتقوم المرأة بإسكان أزواجها في أكواخ متجاورة، حيث يقومون بأعمال الرعي والزراعة، بينما تتكفل المرأة بإدارة شؤون الأسرة وتدبير نفقات المعيشة. ويعاقب الزوج المهمل أو (الناشز) بحبسه في كوخ بعيد حتى يرتدع ويثوب إلى رشده، وليس من حقه (الخلع) تحت أي بند من البنود.

وفي قبيلة (ريانغ) في ولاية تريبورا شمال شرقي الهند، إذا أعجب رجل من هذه القبيلة بفتاة وأراد الزواج بها، فعليه أن يقضي فترة (خدمة إلزامية) في منزل عروس المستقبل لمدة ثلاثة أعوام، يطبخ ويكنس ويرعى الأغنام والأبقار، ويقوم على راحة خطيبته، ولا ينام قبل أن تأذن له خطيبته بذلك، وفوق ذلك لا يشكو ولا يتذمر حتى ترضى عنه الفتاة وتتزوجه، وكلما بالغ في خدمتها عن طيب خاطر زادت فرصته في الزواج منها.

يعني باختصار: ما ناقص إلا أن يحمل الرجل لكي (تكتمل الرصة).

إنني أتمنى من كل قلبي لو أن المعادلة فعلا انعكست في عالمنا العربي ولو لمدة عشرة أعوام على سبيل التجربة، على شرط أن أكون أنا الاستثناء الوحيد الخارج من هذه المعادلة، لكي أكون شاهدا على الجميع فقط لا غير.

[email protected]