موسم الابتسام والأحلام

TT

نحن الآن في موسم الأعياد المسيحية، الكريسماس ورأس السنة الميلادية الجديدة، وما يتخللهما من فكاهات وذكريات وفرحات، لا سيما للباعة وأصحاب الدكاكين والشركات المنتجة للبضائع الاستهلاكية، فهي أيام الهدايا، وبعين الوقت أيام المسرحيات والأفلام الكوميدية والفكاهة والضحك، وكثيرا ما يكون الضحك على الذقون. هكذا ارتبط الموسم بالنكات والقفشات. ولما كان يوم الكريسماس هو يوم ميلاد الطفل عيسى ابن مريم عليه السلام فقد ارتبطت أكثر الطرائف والقفشات بحكايات الأطفال.

بيد أن للكبار أيضا نصيبهم منها. ومما خلد منها في ذهني طرفة السفير البريطاني في بروكسل. فقد انتهز مراسل الـ«نيويورك تايمز» فرصة الحفلة التي جرت للسلك الدبلوماسي هناك بمناسبة يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام فراح يسأل السفراء الأجانب عما يتمنونه في هذه المناسبة واحدا بعد واحد، حتى وصل للسفير البريطاني وسأله أيضا عما يريده من هدية، فاعترض قائلا إنه كسفير مسؤول لصاحبة الجلالة لا يجوز له أن يتسلم أي هدية من أي أحد. ولكن مراسل الصحيفة ألح عليه قائلا، يعني ولا حتى هدية رمزية بسيطة تعبر عن المودة والتقدير لبريطانيا؟ اضطر السفير عندئذ أن يستجيب بشيء فقال: حسنا إذن فلتكن علبة شيكولاتة صغيرة.

نشرت الصحيفة في اليوم التالي أمنيات السفراء الأجانب فقالت:

سألنا السفير الألماني فقال: إنه يريد الوحدة الأوروبية تتعمق وتثبت. وسألنا السفير الأميركي فقال إنه يريد أن يسمع أن إيران تفك يدها من العراق ليستطيع هذا البلد أن ينعم بخيراته ونسحب قواتنا. وسألنا السفير الفرنسي فأعرب عن رغبته في أن يرى السلام يعم في أفغانستان والشرق الأوسط. وسألنا السفير البريطاني عما يريده فقال إنه يريد علبة شيكولاتة.

إذا ارتبطت أيام الكريسماس بالهدايا، فإن يوم العام الجديد ارتبط باتخاذ القرارات. تسمع رجلا يقول إنه قرر ترك التدخين، أو الشرب أو أكل اللحوم أو مراودة النساء في العام الجديد. وتسمع آخر يقول إنه قرر التوقف عن ضرب زوجته أمام الأولاد. وتسمع امرأة تقول إنها قررت أن تتزوج بأي رجل عنده فلوس. ولكن أبدع ما سمعته كان من ممثل الجامعة العربية في لندن قبل سنوات. قال إنه قرر ألا يقف بل يجلس على الكرسي حيثما يجد كرسيا شاغرا بجانبه. وألا يجلس حيثما يجد سريرا وثيرا بجانبه فيضطجع عليه وينام.

ولربما يخطر للقارئ الكريم أن يطرح عليّ هذا السؤال: وأنت يا أبو نائل ماذا قررت أن تفعل بالنسبة للعام الجديد؟.. قررت يا سيدي ألا أقرأ أي شيء يتعلق بالعراق وألا أكتب أي شيء يتعلق بفلسطين. والله على ما أقول شهيد.