خير السبل لقمع النسل

TT

يشير الكثير من المفكرين لضرورة الحد من النسل في مصر أسوة بما فعلته الصين. وهو ما كتبه لنا القارئ الكريم السامرائي من فرنسا. فاقترح على الإسلاميين أن يقوموا بهذه المهمة.

يا سيدي الفاضل يتناقض اقتراحك مع ما يراه الإسلاميون في أن الشريعة تحرم الإجهاض ومنع الحمل وتسمح طبعا بتعدد الزوجات. ولكنني أود من جانبي أن أساعدهم في هذا الأمر. منع الحمل وسيلة واحدة. هناك وسائل أخرى ومنها تشجيع الموت.

وهو الوسيلة التي استعملتها البشرية لألوف السنين وسيطرت بها على كثافة السكان. بيد أن علماء الغرب تدخلوا في عصرنا هذا باكتشافهم لكل هذه الأدوية التي تطيل عمر الإنسان وتحمي حياة الأطفال. هذه هي المشكلة.

ولكن سائر الأنظمة السابقة اعتمدت على هذه الوسيلة بحرمان الشعب من الغذاء والدواء فراحوا يموتون زرافات ووحدانا ولم تظهر أي مشكلة سكانية.

وكما نعلم أن معدل عمر المواطن المصري لا يزيد على 66 سنة، في حين يعيش الأوروبيون إلى 80 سنة واليابانيون يعيشون 82 سنة.

كما أن نسبة وفيات الأطفال تبلغ 36/ 1000 في مصر في حين لا تتعدى 5/ 1000 في أوروبا. وعليه؛ فلا داعي لأي خوف من كثرة الحمل والولادة. الكثير منهم يموتون بعد أشهر قليلة.

يفتح ذلك الباب للإسلاميين في الحد من كثافة السكان، بل وتخفيضها.

كل ما عليهم هو أن يغلقوا سائر المستشفيات ويمنعوا استيراد الأدوية من بلاد الصليبيين ومعاقبة كل من يصنع أو يبيع حبوب البنسلين وإبر الأنسولين في السوق السوداء.

لا خوف طبعا على الأغنياء وحرامية الدولة. يفعلون ما يفعلونه الآن. يتعالجون بفلوسهم في أوروبا وإسرائيل. الفقراء فقط هم من سيموتون. وهذه رحمة. فهم عالة على الدولة.

الوسيلة الأخرى هي الحروب، وهي أيضا من الوسائل الكلاسيكية في تخفيض نسبة السكان.

واستعملها عبد الناصر - رحمه الله - بكل كفاءة في اليمن وفي حروبه مع إسرائيل. الشيء الجميل فيها هو أنها تحصد الشباب، الشريحة النشيطة.

المشكلة السكانية الحالية تعود لحد كبير لهذه الحقيقة، وهي أنه منذ كامب ديفيد توقفت مصر عن الجود بشبابها في الحروب العقيمة وتركتهم يهيمون غراما بالنساء في كل حارة. هكذا حصلنا على هذا الانفجار السكاني. تنظر من أعالي فندق «هيلتون» فتراهم يتراكضون حول ميدان التحرير.

وهذا باب آخر للإسلاميين للسيطرة على النسل. ابعثوا بهم لمقاتلة إسرائيل حسب شعاركم في تحرير كامل التراب الفلسطيني. حرب واحدة مع العدو الصهيوني وسترون كيف تنخفض نسبة السكان.

ولمصر تاريخ عريق في توقير الموت والموتى. يعيش الكثير منهم في المقابر لا بسبب أزمة السكن، كما يقال، وإنما تيمنا بالموتى.