«سنة صعبة يا جميل»!

TT

كل مرة نقول العبارة ذاتها!

كل عام يلفظ أنفاسه ننعاه برثاء نقول فيه: هذا العام كان أسوأ أعوام العرب، لا أعاده الله مرة أخرى، وإن شاء الله العام المقبل سيكون - بالتأكيد - أفضل؛ لأنه ليس في الإمكان أسوأ مما كان! وعلى الرغم من أنني أومن بما جاء في ثقافتنا الإسلامية من مقولة «بشروا ولا تنفروا»، فإنني قررت اليوم أن أفسد مزاج القراء حول صورة العام المقبل الذي نقف بكل الحيرة على أعتابه. أستطيع أن أجزم بشكل كبير أن العام الجديد سيكون، عربيا، أسوأ من ذلك الذي نودعه! وعلى الرغم من أنني ضد العبارات الجازمة اليقينية التي تصدر في الإعلام العربي، فإنني حينما أقول ذلك فإن لديَّ دلائل وقرائن وحيثيات تثبت افتراضي هذا:

أولا: أن العالم العربي يواجه انتكاسات ثورات الربيع العربي، باستثناء تونس، وينتظر أن يشهد عام 2012 مزيدا من التدهور في مجالات الفوضى والانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي.

ثانيا: أن الدول التي على حافة انهيار أنظمتها، مثل سوريا، تسير نحو طريق أكثر دموية.

ثالثا: أن هناك 3 دول تحت ضغوط اقتصادية وأمنية هائلة، هي المغرب والأردن والبحرين، وإن لم يتم نقل جرعة تدفقات نقدية لها من دول الخليج العربي فإن الموقف خطير.

رابعا: أن الدور الإيراني في كل من العراق والبحرين ولبنان سوف يشهد تصعيدا متزايدا من قوى الحرس الثوري الإيراني المأزومة داخليا التي تبحث عن نقاط نجاح داخل النفق المظلم.

خامسا: أن إسرائيل مستمرة في توسيع الاستيطان ورفض التفاوض مع السلطة، والتحضير لمواجهة مع إيران حتى تقوم بضربة استباقية لمرحلة الإنجاز الكبير للبرنامج النووي الإيراني الذي يعتبر عام 2012 هو عام تطور صناعة القنبلة.

سادسا: أن الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالذات في منطقة اليورو، سوف تلقي بظلالها على خطط الانتعاش الاقتصادي لدول النفط العربي وتعرض الكثير من استثماراتها السيادية والخاصة إلى مخاطر الخسائر. يأتي ذلك في وقت تنشغل فيه الإدارة الأميركية بأزمتها الاقتصادية الداخلية وبمعركة الانتخابات الرئاسية.

سابعا: أن أجندة الانتخابات في كل من مصر واليمن وليبيا، وضعف الحكومات في لبنان والأردن والكويت والجزائر قد يُحدثان خلخلة سياسية كبرى في المستقبل السياسي القريب لهذه الحكومات.

ثامنا: أن حالة الغضب الشعبي والاحتجاجات الفئوية في الشارع العربي الذي يشكو من سوء الخدمات وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة سوف تزداد بعد انسداد وسائل وقنوات التواصل مع الأجهزة التنفيذية، مما سيجعل من حالة النزول إلى الشارع العربي هي الوسيلة الأكثر جاذبية للمطالبة بالحقوق.

تاسعا: أن الإعلام العربي والنخبة السياسية يلعبان لعبة نفاق الجماهير، مما يجعل عمليات التصعيد الإعلامي والسياسي في حالة غليان دائم. ما زال عندي الكثير.. ولكن رحمة بكم أتوقف!