(ملاسنة) تحت المطر

TT

في عام 1998 قام مؤسسا موقع (Google) سيرجي برين ولاري بيج، بمخاطبة شركة «ياهو» (Yahoo) واقترحا عليها دمج الشركتين، وكانت (ياهو) قادرة على ابتلاع الشركة الصغيرة الناشئة مقابل حفنة ضئيلة من الأسهم ولكن المسؤولين في الشركة رفضوا ذلك العرض باحتقار واستهجان.

وما هي إلا خمسة أعوام حتى أصبح لشركة (Google) رأس مال يقدر بنحو (20) مليار دولار، وما زالت شركة (ياهو) تراوح في مكانها، مثلما أراوح أنا الآن في مكاني على لا شيء.

***

بعث (همبرتوكا ستللو برانكو) رسالة إلى رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي قال فيها: «لما كان حفل تنصيبي رئيسا للجمهورية غدا، فإنني أتشرف بأن أرسل لفخامتكم هذا البيان عن ممتلكاتي في هذا العالم».. وأورد البيان أوراقا مالية قيمتها (90000) دولار، ومسكنا في ريو دي جانيرو ثمنه (50000) دولار، وسيارة من طراز (أيرو - ويليز)، عمرها ثمانية أعوام.

وختم بيان ممتلكاته مشيرا إلى أنه يمتلك أيضا قبرا دفع ثمنه مقدما، وموقعه في أحد مدافن ريو.

لا أدري لماذا ذكرت ذلك؟! ولكنه قد يكون ناتجا عن شيء من (العته) عندي، والعته - لمن لا يعرفه - هو خليط من التخلف والجنون معا، يا ويلك يا مشعل يا ويلك!

***

في زمان مضى وبينما كنت واقفا تحت مظلتي في يوم شتائي ممطر في روما أنتظر الأتوبيس، لفت نظري فتاة واقفة تنتظر الأتوبيس مثلي، ولكن وجهها ليس للشارع وإنما لحائط أحد المنازل مستغلة حافة إحدى النوافذ البارزة لكي تحمي تسريحة شعرها الجميل من الابتلال، فأخذتني الشهامة والنخوة العربية كالعادة، فعرضت عليها بكل براءة وعاطفة جياشة أن تقف معي تحت مظلتي لكي أحميها من المطر، وما إن سمعت عرضي لها حتى تحولت، والعياذ بالله، إلى نمرة مفترسة وأخذت تصب عليّ سيلا من الشتائم البذيئة التي تقشعر لها الأبدان، فرددت عليها الصاع بصاعين، وبينما كنا نتبادل الملاسنات وحيدين في الشارع، لم ننتبه للأتوبيس الذي توقف لمدة دقيقة ثم ذهب ونحن ما زلنا نتلاسن.

[email protected]