الأخضر الجزائري

TT

وجهه خريطة للأزمات ابتسامته فاترة وحزينة طوله أقرب الى الهزال كأنه بحاجة فورا الى التهام غزال كتفاه منحنيان قليلاً الى الأمام كأنه في لهفة الى طرح سؤال أو كأنه في أدب انتظار جواب إذا تكلم فهو هامس إذا حاور فهو جاد ومتواضع إذا فاوض فهو صبور، ودود، متعاطف إذا اخفق فهو لا يتعب إذا نجح فهو متحمس

* ترسم لنفسك مستقبلا فتختار لك الظروف طريقا حلم الأخضر الابراهيمي ببندقية فحمَّلته الثورة حقيبة حلم بأن يكون محاميا عن قضية فأصبح ديبلوماسيا مدافعا عن ثورة أوفدته جبهة التحرير الى آسيا فعرّف الآسيويين بثورة الجزائر ثم كان سفير بومدين الى عبد الناصر ثم سفيره الى الانجليز ثم مستشاراً لا يُستشار عند الشاذلي بن جديد

* خلق الله الديبلوماسيين ليحلوا المشاكل التي يختلقها الساسة مزج الأخضر جزائريته بعروبته فحمل هموم أمته جافاه شاذلي الجزائر فاختاره شاذلي تونس مساعدا له وأمضى الأخضر وقته في تونس يحل مشاكل عرفات مع المنظمات وذهب الى لبنان ليحل صراع الأسد مع عرفات ليوقف حرب المخيمات ولينهي حرب عون مع المسيحيين والمسلمين ولتمهد وساطته لسلام الطائف

* من تعريب الاخضر الى تدويله من الجامعة العربية الى الأمم المتحدة من لبنان الى افغانستان جرب العالم الديبلوماسية مع الأفغان فلا موفد القبارصة اقنع الشيوعيين ولا موفد التوانسة اقنع «المجاهدين» ولا الاخضر الجزائري نجح عند طالبان يعود الأخضر على وقع قنابل الأميركان ينادي بحل دون تدخل اجنبي فلا أحد يردد نداءه يطالب بقوات لحفظ السلام فلا دولة تعرض تقديمها يعلن حياد الأمم المتحدة فلا أحد يصدقها

* أناس خُلقوا للمقام الأول وأناس يرتاحون في الدور الثاني جربوا تسييس الأخضر نصّبوه وزيرا للخارجية فهرب من الوزارة «أريد ان أبتعد عن السياسة لكي افكر» كأن السياسة جنون بلا تفكير ماذا تفعل حكمة الديبلوماسية في عالم يدمره جنون السياسة؟! لا الحكمة اوقفت أفغنة الجزائر ولا الطب منع صوملة أفغانستان يجرب هذا الحكيم طبه دواؤه من التي كانت هي الداء طبيب آت من الجزائر بسيارة إسعاف جزائري يداوي الأفغان وهو عليل