ماذا يفعل المراقبون العرب؟

TT

خرج الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ليقول إن الدبابات السورية انسحبت من المناطق السكنية في المدن الساخنة، لكن عمليات القنص والقتل مستمرة. تصريح بدا بمثابة صك براءة منح للنظام السوري مجانا في حين لا يزال القتل يستمر بمعدل لا يقل عن ثلاثين شخصا في اليوم.

بعد ساعات قليلة على كلام العربي، ظهرت صور فيديو لناشطين سوريين تبين أن الدبابات في حمص مثلا لا تزال منتشرة، وأن شبيحة النظام ما زالوا في الطرقات، أما سيل الصور الأخرى لجثث وضحايا باتوا يسقطون باللحظة فهو أيضا استمر بوتيرة عالية لم تخل أيضا من مشاهد ضرب وتعذيب لمواطنين.

وللحقيقة فإن الأسبوع الأول من عمل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا حمل كمّا من الصور والمشاهد التي تثير إلى جانب القلق الكثير من التساؤلات. فما مغزى وقوف بعض المراقبين العرب يلتقطون الصور أمام جثث أطفال مسجين في منزل أو أمام ضحايا تعذيب، أو التقاط صور لهم خلال لقاءات مع سوريين ذاقوا ما لا يطاق يشكون لهم ما عانوه، أو مشاهدتهم في الشوارع مع مواطنين ومحتجين، بينما نسمع أصوات إطلاق رصاص فوقهم؟

هذه الصور إن لم تكن لها وظيفة الجهر والتوثيق والإدانة فما قيمتها؟

هي حتما ليست دليل نجاح مهمة بعثة المراقبة ولا الحملة المضحكة التي يشنها الإعلام السوري على أفراد بعينهم من المراقبين من خلال روايات وقصص بوليسية تعني أن مهمة البعثة قد أنجزت، وأن هذه البعثة قد وصلت إلى الحقائق الكاملة، أو أنها سمحت لصورة المشهد السوري أن تصل إلى العالم. وهذه الصورة إن وصلت فهي وصلت بفضل عذابات السوريين ونضالهم لإيصال حجم معاناتهم وكمّ القسوة والعنف الذي يتعرضون له.

لهذا فليس تفصيليا أن يخرج نبيل العربي ويعلن بلهجة منتصرة أن النظام السوري وافق على دخول 130 وسيلة إعلام، لكنه فقط لم يسمح لثلاث وسائل هي «العربية» و«الجزيرة» و«فرانس 24»، وكأن ذلك هو أمر تفصيلي.

هؤلاء المراقبون العرب دخلوا إلى بلد مطوق وموصد في وجه الصحافة منذ أكثر من تسعة أشهر، وهو مقفل في وجه كل محاولات نقل حقيقة ما يجري إلى العالم، وليس تفصيليا أنه منذ وصول بعثة المراقبين إلى سوريا تجاوز عدد القتلى الـ200.

ماذا يفعل المراقبون العرب في سوريا؟

بعد أكثر من أسبوع على بدء مهمة هؤلاء المراقبين المكلفين من قبل جامعة الدول العربية برصد وتقصي الحقائق لا تبدو الإجابة عن السؤال بديهية، فمواقف البعثة على ما عبر الأمين العام تبدو متناقضة وغير حاسمة ومترددة في الكثير من المواقف، ولم تأت بجديد على صعيد كشف الحقائق أو على صعيد السماح لوسائل الإعلام بنقل ما يجري في سوريا.

إذن، ليس الإعلام من تعجل في تقييم مهمة المراقبين، على حد ما قال الأمين العام للجامعة العربية..