القلق الإيراني

TT

أكثر الأطراف توترا في المنطقة هذه الأيام هو الطرف الإيراني.

المتابع الدقيق لتصريحات كبار الساسة والعسكريين والمراقبين في طهران سوف يكتشف حالة من القلق الشديد بالنسبة للأحداث الإقليمية والدولية يمكن إجمال أسبابها في النقاط التالية:

1 - لا تعرف طهران من هو الرئيس الأميركي المقبل الذي سوف تسفر عنه انتخابات الرئاسة هذا العام، هل هو ديمقراطي مثل أوباما يؤمن بالإجراءات العقابية الاقتصادية ضد إيران، أم رئيس جمهوري مثل رومني أو نيوت غينغريتش يؤمن بالعمل العسكري المباشر؟

2 - لا تعرف طهران حدود حزمة العقوبات الاقتصادية الأوروبية ضد الشركات والمصالح الإيرانية وحدود التضييق المالي والاقتصادي وآثاره على اقتصادها الوطني.

3 - تراقب طهران، بكل القلق، الوضع الداخلي بالنسبة للحليف السوري، متمثلا في نظام الرئيس بشار الأسد، وترى في رحيله خسارة لحليف استراتيجي لا يعوض، وموطئ تسهيلات بحرية نادرة لإيران في منطقة البحر المتوسط.

4 - تدرك إيران أنه برحيل نظام الأسد فإن حليفها في لبنان، وهو حزب الله، سوف يتأثر بالتبعية وسوف يفقد ظهيره الاستراتيجي، مما قد يؤثر بالسالب على المكانة الإيرانية داخل المعادلة اللبنانية.

5 - تتابع إيران بقلق التجاذب الداخلي العراقي – العراقي، وترى أن هذا التصعيد يأتي في وقت ليست فيه على استعداد لدفع فاتورة أي تدخل عسكري في العراق.

6 - تتابع إيران بقلق شديد تنامي الدور التركي في المنطقة والاستعدادات التركية العسكرية للعب دور مناطق عازلة على الحدود العراقية من ناحية أو على السورية من ناحية أخرى.

7 - يضاف لذلك كله حالة الخلاف المتصاعد بين المرشد خامنئي والرئيس أحمدي نجاد وتصاعد التوتر بين أنصارهما في كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع الإيراني.

8 - لا يجب إغفال آثار «الربيع العربي» على الشباب الإيراني الذي لم تتوقف حركاته الاحتجاجية في الشارع أو في وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه العناصر مجتمعة، في عالم مضطرب، ومنطقة ساخنة ومأزومة يجعل من يجلس على مقعد القيادة في طهران في حالة قلق.. نووي!