ماجد بن عبد العزيز.. نتذكره

TT

تلقيت مكالمة هاتفية من رقم مجهول بالنسبة لي وعرف المتحدث نفسه وقال: أنهم مؤسسة وطنية متخصصة في النشر وهم بصدد إصدار كتاب خاص جدا عن سيرة وحياة الأمير الراحل ماجد بن عبد العزيز رحمه الله، وأنه نظرا للعلاقة الخاصة اتي كانت تربط والدي رحمه الله به، وكذلك شرفت أنا أيضا بعلاقة خاصة مع الراحل طلب مني نبذات عن حياة الراحل ومواقف ولمحات تفيد المطلع عليها.

وبدأت استرجع ذكريات جميلة مع شخصية محبوبة كسبت تعاطف الناس واحترامهم ومحبتهم الصادقة فدخلت القلوب ببساطة وصدق. كان أول من يواسي الجروح في مناسبات الحزن وكان أول المهنئين في مجالس الفرح والبهجة.

فمجلسه عرف عنه البساطة والمصارحة وكل من كان من حضوره عرف عنه ذلك الأمر. فمجلسه كان مرآة واضحة للمجتمع الذي كان يحكم ويعيش فيه. فيظهر ذلك بتنوع الأعمال والخلفيات للحضور مما يزين الجلسات دوما بشكل مدهش ومحبب.

كان دائم الحضور والتبسم واسع الصدر وبسيط المعشر ورقيق الاحساس ولكن هناك جانب جميل من شخصيته كان لا يعرفه إلا من عاشره وعرفه عن قرب وهو أنه كان سريع البديهة وصاحب تعليقات لاذعة جدا دوما ما تتسبب في الابتسامة والضحك.

كان وفيا مع أصدقائه دوما ومتابعا وحريص على معرفة أخبارهم والتواصل معهم، كان مضرب الأمثال في بره بوالدته رحمها الله وأخوانه وكان أبا مثاليا بامتياز. له مواقف معروفة ومشهودة في حل المنازعات والتوسط في خلافات الناس وقضاء حوائجهم.

كانت له دوما أقاويل يرددها في مجلسه وبين أصدقائه يحذر تارة فيها ويوجه تارة أخرى ولكنها تعكس دوما شخصيته وأسلوبه في التعاطي مع الناس. كان مهتما جدا بالمحافظة على صحته ومتابعة كل ما هو حديث في علوم الصحة والطب وبالذات في علم الطب البديل الذي كان ملما جدا بخصوصياته والتطورات الحاصلة فيه بشكل مدهش وكذلك كان متابعا لمنهاج رياضي في حياته حتى بات جزءا لا يتجزء من روتينه اليومي. حافظ على علاقات قديمة وكان بارا ووفيا لها، وتنقل في المناصب الحكومية بشكل مكنه أن يرى الأمور بمفاهيم مختلفة ومتنوعة.

وكم كان اليوم سيكون فخورا بذريته الكريمة وهم يتميزون في مواقعهم المختلفة، فها هو نجله الأكبر الأمير مشعل يبرز كمحافظ لجدة ويطور النهج الإداري فيها ويحقق فيها تفوقا في حل المئات من المعضلات الإدارية بشكل سلس ومتطور وهناك تقليص في المحافظة لمدى تفوقها في حل المشاكل بين الملاك ومستأجري العقارات على سبيل المثال تفوق غيرها في كافة أنحاء المملكة، وهو أيضا أسس لجمعية خيريه باسم والده للتنمية المستدامة تعتبر من انجح الجمعيات في مجالها ولها مؤتمر دوري بات مضربا للأمثال.

وكذلك الأمر بالنسبة للأمير عبد العزيز وهو اليوم أمير منطقة المدينة المنورة يواصل مسيرة تطويرها ويساعد في تحقيق خطط التنمية بذكاء واخلاص، ونفس الشيء ينطبق على بنات الأمير الراحل غفر الله له فالأميرة مشاعل أهتمت بالجانب العلمي وركزت بتفوق في البحوث والدراسات العلمية في تخصصها العلمي الدقيق وكانت حريصة ولا تزال أن تركز في هذه المسيرة العلمية بشكل يبعث على الاعجاب.

وهناك الأميرة جواهر والتي يعتبرها من يعرفها أنها «وزارة ثقافة في إنسان» أسست مؤسسة المنصورية المعنية بالثقافة وساهمت في تطوير قدرات الفن التشكيلي السعودي وساهمت في إبراز للعالم شخصيات مثل منى خزندار وشادية عالم وعبد الله حماس وباتت اليوم أحدى أهم رموز الثقافة ليس في السعودية فحسب ولكن في العالم العربي والاسلامي أيضا.

وكذلك الأمر بالنسبة للأميرة بسمة التي باتت واجهة اجتماعية مشرفة تحمل اسم ابيها بكل فخر وكذلك الأميرة أمل التي اتجهت للتجارة بشكل مهني وأسست أهم مراكز التسوق في مدينة جدة بشكل ناجح ومميز.

وأيضا هناك الأميرة سارة التي واصلت نهج والدها رحمه الله في التواصل مع الناس بشكل يحمل ذكراه دوما.

رحم الله الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، لقد كان رجلا مميزا وجميلا استحق المحبة والعرفات. وفكرة إصدار كتاب يسرد سيرته الطيبة فكرة جميلة ومناسبة لرجل أحبه من عرفه ويفتقده كل من سمع عنه ولم يتعرف عليه. رحمك الله يا أبا مشعل.

[email protected]