ما أروع الزنزانة

TT

من أغرب الوصايا هي الوصية التي كتبها المليونير الإنجليزي (أرنست ديغويد) الذي لا أستبعد أنه عندما كتبها إنما كان عنده مس من الجنون، أو أنه على الأقل كان (معبي الطاسة)، وهي الوصية التي كتبها في عام 1986، وقد جاء فيها:

إنني أوصي بكامل ثروتي ليسوع المسيح، على شرط أنه يظهر على الأرض قبل ثمانين سنة من تاريخ وفاتي.

وقد حملت وصية السيد ديغويد في طياتها شروطا عدة: إذا حدثت وقامت القيامة قبل سنة ألفين، يقبض المسيح المبلغ إضافة إلى الفوائد المستحقة، وإذا ظهر المسيح على الأرض خلال إحدى وعشرين سنة، يقبض فقط المبلغ، أما الفوائد فتعود إلى الدولة، وإذا تخطت المدة الثمانين سنة، فينفق المبلغ على من كان حيا من الأقارب الأقربين.

احتج أقاربه وهاجموا الوصية أمام القضاء، والمضحك أن رجلين تقدما للمراجع المختصة، وكل واحد منهما يدعي أنه السيد المسيح.

* *

قبل أربعة أعوام وأثناء طوافي وترحالي الذي لا ينقطع، حطت قدماي في بلدة جميلة وصغيرة تدعى (بلان)، وهي قابعة تحت سفوح جبال (البيرنيه) في سويسرا محاذية للحدود الفرنسية، وسكنت في أوتيل خشبي لا تزيد غرفه على 15 غرفة، والحق يقال إنني كنت مستمتعا ومنتشيا، ولكن لفت نظري أن كل المستخدمين في ذلك الأوتيل هم من الرجال، وليس هناك رائحة لأي أنثى.

كما أنني طوال مشاويري في الشوارع والأسواق والمقاهي لم أشاهد ولا زول امرأة واحدة، وعندما تساءلت مستغربا عن هذه الظاهرة العجيبة؟!، قيل لي: إنه فعلا ليس هناك نساء في تلك القرية، وآخر امرأة رحلت منها كانت في عام 1974.

وانقلبت سعادتي غما، وكان من المفروض حسب خطتي وبرنامجي أن أمكث هناك أسبوعا كاملا، غير أنني اختصرت المدة وغادرت بعد ثلاثة أيام.

* *

من أغرب قضايا الطلاق ما رواه لي أحد المحامين الشرعيين عن سيدة طلقها زوجها وهو عامل فقير، فاستصدرت عليه حكما بالنفقة، ولما عجز عن الدفع وتراكم عليه المبلغ استصدرت أمرا بالحبس، ولما قبض عليه البوليس وأودعوه السجن، رق فؤادها وأظهرت استعدادها للتنازل عن النفقة وإنقاذه من السجن إذا هو ردها إلى عصمته وعاد إليها..

ويستطرد المحامي قائلا إنني عندما ذهبت إلى السجن واستدعيته موضحا له هذا العرض المغري، جلس أمامي صامتا وهو يفكر، وفجأة التفت للجندي الواقف غير بعيد عنا قائلا له:

أرجوك أن تعيدني إلى زنزانتي.

[email protected]