السؤال المخزي!

TT

السؤال المؤلم جدا، والسؤال الأكثر إيلاما على ضمير الحاكم والمحكوم في العالم العربي.. هل تعلمون ما هو؟

السؤال المخجل الذي أطرحه اليوم هو: كم عدد الشهداء الذين قضوا نحبهم برصاص العدو الإسرائيلي مقارنة بهؤلاء الذين قضوا برصاص أجهزة الأمن العربية؟

الإجابة المخيفة أن نسبة ضحايا «العدو» مقارنة برصاص الحاكم الشقيق هي نسبة 1 إلى 8!

نعم.. مقابل كل شهيد قضى نحبه برصاص العدو الإسرائيلي هناك ثمانية استشهدوا برصاص عربي!

شيء مخيف، ومخجل، ومحزن.

إذا فتحنا الصندوق الأسود لهذا الملف سوف نكتشف أن الحاكم العربي أعطى أوامره بإطلاق النار على مواطنين سلميين في مصر وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين والجزائر والمغرب وتونس والسودان واليمن وعمان ولبنان.

وسوف يذكر التاريخ الحروب الحدودية وعمليات الغزو من العراق لدولة الكويت، والحرب الأهلية اللبنانية لمدة 17 عاما، ومعارك النظام الجزائري مع الإسلاميين منذ فوز جبهة الإنقاذ، والحرب الأهلية بين اليمنين الشمالي والجنوبي، وبين شمال السودان وجنوبه، وحرب أيلول الأسود بين الحكم في الأردن وقوات ياسر عرفات، وحرب فتح مع حماس في الأراضي الفلسطينية.

هناك بعض التحرشات الصغيرة لا يتسع المجال للحديث عنها!

وهناك بعض المجازر من نوع الـ«بيبي مجازر» التي تحتاج إلى مجلدات لذكرها!

لذلك نتذكر اليوم هؤلاء كلهم، الذين نزلوا فاتحين صدورهم أمام رصاص القمع في تونس وليبيا ومصر ولبنان والعراق والجزائر واليمن والسودان وفلسطين. بالطبع لن أفتح الملف الحزين للحرب الأهلية الليبية التي خاضها نظام القذافي ضد شعبه، ولن أفتح الملف الحزين بين الأشقاء الفلسطينيين في لبنان بين فلسطينيي أبو عمار وفلسطينيي سوريا.

ومن النكد السياسي دعوني أسألكم: كم فلسطينيا قتله رصاص إسرائيلي؟ وكم فلسطينيا قتله رصاص فلسطيني ورصاص عربي شقيق؟!

حينما نفتح الملفات ونحسب الأرقام بدقة، ونناقش بصراحة وشفافية من القاتل ومن القتيل ومن موَّل الرصاصة التي استقرت في صدور الشهداء سوف ندرك حجم الجرائم التي ارتكبناها في نصف قرن من التاريخ المعاصر.