حوارات وتأملات

TT

بينما كنت أسير معه في حديقة عامة، تنهد ثم التفت لي قائلا: ما أجمل النزهات الطويلة على الأقدام، إذا قام بها أناس لا ترتاح لهم.

فقاطعته قائلا: هذا صحيح، ويكون أحسن لو أن الطريق (ون واي) - للرايح فقط -، ومن المستحسن أن تكون في نهايته هاوية سحيقة، أو أسد جائع، أو على الأقل مجنون وفي يده (عجرا) - أي عصا غليظة رأسها يشبه كرة (الفوت بول).

* * *

لم أعرف أن الإنسان عندما يعود إلى بلدته القديمة يكتشف أن ما افتقده لم يكن بيته القديم فقط، بل طفولته أيضا، لم أعرف ذلك حقا إلا بعد أن تجولت في حارات الطائف القديمة، وكدت (أقبل ذا الجدار وذا الجدار)، وكان الدمع وقتها يترقرق في مقلتي، ولولا قليل من الإيمان لقلت: الله يلعنك يا دنيا.

* * *

قرأت هذا الرأي: بعض الرقصات الحديثة تشبه محاولات لهرش مكان لا تستطيع الوصول إليه.

لا تعليق عندي على هذا الرأي، لأنني في هذه اللحظة بالذات مستغرق بالهرش، أرجوكم لا تقاطعوني.

* * *

قال: عندما لا تتكلم، تسمع نفسك بشكل أفضل.

رددت عليه: وتسمع كذلك (.....) بشكل أفضل وأفضل.

* * *

أراد أحدهم أن يختبرني فقال: قل لي ما الذي يشغل وقتك أقل لك من أنت، طبعا لم أجبه لأنني لست (غاوي فضائح).

* * *

أخذ ينصحني قائلا: قبل أن تبدأ السير في طريق الانتقام احفر قبرين.

أجبته: إنني عندما أنتقم لا أحفر قبرا، وإنما أهرب سريعا و(أتشعبط) على جذع أقرب شجرة.

* * *

قال لي: مهما بلغ تعلقنا بمن نحب، فهناك أوقات نرتاح كثيرا لغيابهم.

قلت له: إنني في هذه الأيام مرتاح إلى أبعد الحدود، إلى درجة أنني أشعر باليتم.

[email protected]