انقلاب يختطف ثورة!

TT

ما هي احتمالات حدوث انقلاب عسكري داخل النظام السوري؟

المعلومات المتوافرة من زوار دمشق في الآونة الأخيرة أن الأماكن الاستراتيجية والحيوية تقع تحت حراسة استثنائية مشددة من جهات أمنية متعددة كلها يراقب بعضها بعضا!

وتقول هذه المعلومات إن حالة الطوارئ القصوى داخل أجهزة الأمن تم إعلانها منذ زيارة وفد مراقبي جامعة الدول العربية. وقيل لي إن وفود المراقبين اكتشفت أنه في الوقت الذي ثبت لها فيه أن قوات النظام الحاكم تقترف مجازر بشعة، فإنه ثبت لدى هذه الوفود وجود سلاح وعتاد على مستوى عال تم تسريبه إلى أيدي الثوار عبر الحدود التركية.

ويتم الحديث الآن عن الدور المتصاعد لماهر الأسد، قائد قوات الحرس الجمهوري التي تقوم بحفظ أمن النظام، وهي خط الدفاع الأساسي والأخير عن حكم الرئيس بشار الأسد.

وتدعم قواتِ الحرس الجمهوري، الفرقةُ الرابعة المدرعة التي تمتلك أقوى تسليح وقوة نيران في الجيش السوري كله، وبالتالي تصبح الفرقتان، فرقة الحرس الجمهوري والرابعة المدرعة، هما صمام الأمان العسكري للنظام في ظل استنفار أمني هائل، وثورة شعبية غير مسبوقة، وتمرد عسكري يحدث لأول مرة.

والخوف على النظام ليس من قوات الجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي.. والخوف على النظام سياسيا ليس من الطائفة السنية التي تمثل أكثر من 94 في المائة من تعداد السكان..

إذن الخوف ممن؟

تقول المعلومات التي وردت مؤخرا من دمشق إن مخاوف النظام تتركز حول أن يكون التحرك المضاد من داخل الطائفة العلوية التي تستشعر الخطر، ومن قوات أمن النظام، أي الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة!.. كيف؟

إن كثرة الضغوط على نظام أو طائفة إذا وصلت إلى مرحلة عالية لا تطاق قد تجعل الطائفة والقوات الحامية لها أمام إما أن تستمر تدافع عنها حتى النهاية فتهلك معها هلاكا مبرما، أو أن تقوم بالتضحية برأس النظام حتى يبقى النظام وتبقى المؤسسة وتعيش الطائفة في أمان!

هكذا علمنا التاريخ، وهكذا علمتنا معادلات الربح والخسارة في عالم الانقلابات العسكرية.

إذا صحت هذه المعلومات، وصدقت هذه الفرضيات، فإن الخطر على نظام الأسد هو من داخله وليس من قوى الثورة الشعبية.

الانقلاب سيمنع نجاح الثورة، ويحافظ على استمرار النظام وعدم القصاص من الطائفة العلوية.

الثورة في سوريا يتهددها خطر الانقلاب الذي يسعى لاختطافها!