المقاتل عمرو موسى

TT

أول من أمس سألت الأستاذ عمرو موسى فور عودته من منتدى «دافوس» الاقتصادي بسويسرا، عن صورة دول الربيع العربي في عيون الدوائر المالية والعالمية.. كان ملخص إجابات الدبلوماسي المخضرم والمتابع الدقيق لشؤون العالم على النحو التالي:

1 - العالم مهتم للغاية بالتطورات الحادثة في منطقتنا، ودول الربيع العربي لها خصوصية في عملية المتابعة الدقيقة.

2 - لأول مرة هناك اتجاه في الثقل النسبي بالنسبة لقيادة التحديث، يأتي من دول المغرب العربي وبالذات من تجربتي تونس والمغرب.

3 - الوعود المالية البالغة 20 مليارا من الدولارات لدول الربيع العربي جاهزة وحاضرة، لكن لن يتم تحويلها لهذه الأنظمة الجديدة قبيل الاطمئنان إلى الجدية في بناء المؤسسات الديمقراطية، وعمل خطط وسياسات مالية واقتصادية سلبية.

4 - تتم متابعة مصر الآن بترقب وقلق حتى يتم نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى سلطة منتخبة بشكل ديمقراطي.

ويعتبر عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر من أكثر المرشحين الذين يعطون اهتماما عميقا لدور مصر الإقليمي وعلاقة الداخل المصري بالخارج الإقليمي والدولي. ويتميز عمرو موسى في إدارته لحملته بأن لديه أكثر فريق مساعد من الخبراء والسفراء والكتاب والمهنيين من ذوي الكفاءة. وبزيارة مقر إدارة الحملة في منطقة الدقي بمنطقة الجيزة، يلاحظ المرء أن هناك خلية نحل تعمل بنشاط على النسق الأوروبي أو الأميركي في دعم المرشح لمنصب الرئاسة. ويتردد أن عمرو موسى يسعى إلى فترة رئاسية واحدة تبلغ 4 سنوات، ولا يسعى إلى تجديدها. ويردد عمرو موسى ليل نهار أن «أهم مهمة للرئيس المصري المقبل هي سرعة تحويل مصر إلى ورشة عمل في كل المجالات»، معطيا بذلك أولوية عظمى لمسألة التنمية والبناء، على خلاف العديد من الساسة المصريين الذين استغرقتهم مسألة من الذي يسبق الآخر، الدستور أم الرئاسة!

ورغم كون عمرو موسى رجلا مبدئيا، فإنه أيضا واقعي وبراغماتي، ينطلق نحو الهدف من نقطة بداية سليمة، وهي التشخيص الدقيق والسليم للأمر الواقع. لا توجد عقد نفسية عند موسى من التعامل مع المؤسسة العسكرية في الوضع الحالي حتى تسلم السلطات، ولا حرج عنده أن يكون عضوا في المجلس الاستشاري، ومستعد للتعاون مع جماعة «الإخوان» الحاصلة على الأكثرية. يسعى موسى إلى أن يكون رئيسا توافقيا لكل المصريين، لكنه يعلم أن الحصول على صوت غالبية الناخبين سوف يتطلب كلفة عالية للغاية من الرعاية، والنزول للشارع، والمال. أيضا يدرك موسى أن مصر الجديدة التي يسعى لرئاسة جمهوريتها الثانية شديدة الاختلاف عن سابقتها.. فمصر اليوم لها رأي عام، له رأي ساخن وحاد وسقف أحلامه بلا حدود، ومؤسستها العسكرية لديها شكوك ومخاوف حول دورها، والتيارات الإسلامية تدخل لأول مرة في تجربة الجلوس على مقاعد السلطة التنفيذية. عمرو موسى مقاتل عنيد في زمن صعب له قواعد وأطراف شديدة التعقيد.