سبحان المنتقم الجبار!

TT

في مثل هذه الأيام منذ سبع سنوات عشت كابوسا شخصيا، هو استشهاد الصديق الحبيب رفيق الحريري.

كنت أجلس أمام شاشة التلفزيون أشاهد قناة «العربية» وهي تقطع إرسالها كي تتحدث عن انفجار في موكب سيارات الحريري أمام فندق السان جورج على كورنيش بيروت.

حاولت الاتصال بكل الحلقة المحيطة بالحريري، كانت خطوط بعضهم مشغولة بشكل دائم وكان بعضها لا يرد برنين الانتظار أو بصوت الانشغال.

كنت أحمد ربي لكل من أجد هاتفه مشغولا، فهذا يعني أنه يتحدث، إذن هو على قيد الحياة!

إلا أن هاتف الحريري لم يرد أبدا.

كان التوتر يزداد عندي حينما ظلت مسألة مصير الحريري مجهولة حتى جاء الخبر المكتوب على شريط الأخبار والذي أراه الآن كما شاهدته يومها: «مصادر قصر خريطم: يخشى أن يكون الحريري قد فارق الحياة نتيجة انفجار السان جورج».

ساعتها ولحظتها اتصلت بقناة «العربية» والدموع تبلل وجهي واتهمت صراحة سوريا بأنها هي التي قتلت الحريري، وحينما سألتني الزميلة الصحافية عن مصدري في هذا الاتهام، أجبت: لقد قال لي شخصيا إنه يخشى أن تكون سوريا تسعى لاغتياله وأن هناك خطة بذلك تشمل عدة أسماء منها وليد جنبلاط ومروان حمادة وغسان سلامة وآخرون».

وافترض الحريري أنه سيكون من الغباء السياسي قتله، وأن من سيقدم على هذا الفعل سيكون قد حفر لنفسه قبرا.

رحمة الله عليك يا عزيزي رفيق، لقد تركت لبنان وهم يحمّلونك - ظلما - كل خطايا البشر، والآن وبعد سبع سنوات ما زال البعض يحاول أن يقتلك وأنت ميت!

غيّبك الموت، ولكن لم تغب عن العقول والقلوب وصدر الصفحات الإخبارية.

وها هي محاكمة قتلتك آتية لا ريب فيها مهما قصر الزمن أو طال، سيقفون ذات يوم أمام قضاة المحكمة الدولية، وإذا هربوا من محاكمة الدنيا، فأبدا لن يفلتوا من حساب الملك الواحد القهار.

عزيزي رفيق، إذا كنت تنظر علينا من أعلى فابعث بروحك فوق المدن السورية كي ترى إرادة الله تتحقق على الأرض!