المثلث المتوتر!

TT

هناك شيء ما يدور بين الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية منذ 5 أشهر، حول احتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران.

بدأت القصة حينما تسرب - عن خطأ أو عن قصد - أن رئيس الموساد الإسرائيلي قام بزيارة سرية لواشنطن منذ 4 أشهر بغرض طرح التصور الإسرائيلي لقيام تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية لأهداف إيرانية مختارة بهدف إحداث شلل لقدرات طهران العسكرية.

وحانت عملية افتضاح هذه الزيارة عندما زل لسان النائبة فانيشتاين وذكرت زيارة رئيس الموساد لواشنطن وطبيعة مهمته.

وحتى الآن لا يوجد ما يؤكد هل هي زلة لسان أم تسريب متعمد يبرر وكأنه جاء بطريق الخطأ؟

الأمر المؤكد أن هناك ما يجري تداوله وطبخه بين واشنطن وتل أبيب قبيل سخونة معركة الرئاسة الأميركية بأشهر قليلة.

وبصرف النظر هل التسريب لهذه المعلومات نوع من الحرب على الورق أم استعداد حقيقي وتنسيق جاد لعمل ما، فإن الرسالة بالتأكيد قد وصلت إلى طهران.

الأزمة في إيران أنك لا تتحدث مع طرف واحد يمثل الإرادة الكلية أو يمثل أغلبية الاتجاه السياسي في القيادة.

تجد وزارة الخارجية الإيرانية تصدر بيانا تتحدث فيه عن الرغبة في إعادة فتح ملف التفاوض النووي مع هيئة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن ناحية أخرى تسمع من رئيس الأركان الإيراني تهديدا باحتلال مضيق هرمز وضرب دول الخليج وتحويل المنطقة إلى جهنم والعياذ بالله!

لا أحد يستطيع أن يجزم باحتمالات المواجهة، ولكن هناك 3 أمور لا بد من التأكيد عليها كحقائق:

أولا: النظام الإيراني مأزوم داخليا بفاتورة إصلاحات سياسية واقتصادية غير قادر على الوفاء بها في ظل عقوبات دولية وخلافات سياسية بين المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية.

ثانيا: فاتورة ضربة عسكرية أميركية جديدة تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ والنواب وهو أمر صعب المنال.

ثالثا: إسرائيل بقيادة نتنياهو وحدها صاحبة المصلحة الكبرى في تلك الضربة.

أيها ينتصر: أزمة إيران أم شلل الرئيس الأميركي أم مصلحة نتنياهو؟