لو خيروني بين شرين

TT

أعجبتني صراحة طالب كان لتوه ملتحقا بالكلية الحربية، وذلك عندما سألته مجاملا، بحضور والده، سؤالا غبيا، قائلا له: ماذا كنت تفعل قبل دخولك الكلية الحربية؟!

فأجابني سريعا ومن دون تردد قائلا: لقد كنت سعيدا.

***

أضحكني وأفرحني قليلا ذلك الإعلان الذي كتبه شاب لطيف ومرح يريد أن يتزوج، وقد جاء في الإعلان ما يلي، وبالحرف الواحد:

إنني أرغب أشد الرغبة في مقابلة رجل مجرب يستطيع أن يقنعني بالعدول عن الزواج.

لا أكذب عليكم أن نفسي (هفّتني) على الاتصال به، لكنني بعد تفكير، واحتراما مني للمؤسسة الزوجية، عدلت عن ذلك، وتركته لكي يتجرع ويشرب من الكأس غير المسموم الذي شرب منه الملايين، وأصيب الكثير منهم بعد ذلك بالهذيان.

***

سألني أحدهم قائلا: ماذا ستفعل لو أنك عشت من جديد؟!

قلت له: لو أنه تسنى لي ذلك لارتكبت الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في حياتي الشرسة، لكنني فوق ذلك سوف أرتكبها في وقت مبكر جدا، وأزيد عليها كثيرا لا قليلا بحكم تجاربي غير المشرفة التي يشيب منها الولدان.

***

هو رجل شبه محترم، ويؤمن بفلسفة (كونفوشيوس)، أخذ أخونا في الله يعطيني دروسا عن تلك الفلسفة، وكأنني أمامه تلميذ بليد لا يعرف كيف يمسح (السبورة)، وقال، من ضمن ما قال في معرض حديثه: هل تعلم أن قدماء الصينيين يعتقدون أن بيضة قد سقطت من السماء ثم أفرخت الإنسان بعد حين؟!

ومن شدة قرفي منه قلت له: إذا كان ذلك قد حدث فعلا، فلا شك أنك بيضة فاسدة.

تفاجأ هو من ردي عليه فسألني غاضبا: وأنت ما شاء الله عليك ماذا تكون؟!

فابتسمت له قائلا: بيضة مقلية.

***

أعترف لكم أني طوال حياتي كنت وما زلت (أحمل السلم بالعرض)، أحب المناكفة، ولا يعجبني العجب، ودائما أتصور أن (القيامة) سوف تحدث غدا، بل وفي الصباح الباكر تحديدا، وقبل أن تشرق الشمس، إلى درجة أن أحدهم ضاق ذرعا (بهنجماتي) عندما قال لي: والله إنك إنسان متشائم لو خيروك بين شرين، فسوف تختار الاثنين معا.

فوقفت أشد على يديه قائلا: شكرا، لقد ضربت على الوتر الحساس.

[email protected]