علّم الإنسان ما لم يعلم

TT

لا أدري إلى أين يوصلنا العلم والطب الحديث، فمن حبة الأسبرين، إلى البنسلين، إلى المضادات الحيوية، إلى التطعيم، إلى التلقيح، إلى الاستنساخ، إلى زراعة الأعضاء.

ومن الأخبار المستجدة أن هناك طبيبا لديه شيء من العبقرية المشوبة بهوس، تكلم في مقابلة صحافية مصورة، وقال إنه أجرى عملية زرع (خصية) لأحد الخرفان وكان عمر الخروف هو (13 سنة) - أي ما يقارب (80 سنة) من عمر الإنسان -، وعملية نقل الخصية تمت من خروف عمره أربع سنوات وهو يقارب عمر فتى مراهق في أول شبابه، وكانت النتيجة المذهلة أن ذلك الخروف الكهل استعاد شبابه وقوته بطريقة تكاد تكون إعجازية.

والدكتور يطلب بإلحاح بعض المتبرعين من بني البشر لإجراء تلك العملية عليهم، ويجزم أنها سوف تكون ناجحة (100 في المائة).

وفي رأيي الشخصي أن مثل تلك العملية لن يكتب له الاستمرارية حتى لو كتب له النجاح، لأن التضحية بهذا العضو الحيوي من الإنسان شبه مستحيلة، فلو أن عصر العبودية ما زال مستمرا، ساعتها من الممكن أن نقول إن السيد سوف يرغم عبده على التبرع له، أما في هذا العصر عصر الحرية فدون ذلك (خرط القتاد).

غير أن ذلك من الممكن أن ينجح في حالة واحدة، وهي أن ينجح ذلك الطبيب المجنون في نقل خصية رجل متوفى حديثا إلى رجل حي يتوق إلى حياة أفضل.

وما أكثر أصحاب الملايين من الرجال المسنين الذين هم على أتم الاستعداد لدفع الملايين لإجراء مثل ذلك الزرع الخلاق.

ولكن بعيدا عما يخص الحصول على المزيد من الطاقة والفحولة، فهناك اكتشاف مهم جدا، ويجري اختباره وتطويره، فقد وجد باحثون أميركيون أن السر الذي يمكن أن يحافظ على الشباب قد يكون في الديدان التي استطاعوا أن يطيلوا عمرها من أسبوعين إلى (84) يوما، أي ما يساوي 480 سنة عند البشر وذلك عبر الحمض النووي (2 - daF) الذي بواسطته يمكن تمديد عمر الديدان (6) مرّات.

وحسب ما تناقلته المصادر فإن العلماء قد أكدوا أنهم لا يستبعدون في القريب المنظور أن تجري مثل هذه التجارب على البشر، وهناك إمكانية كبيرة أنها سوف تنجح، وعندها سوف تقفز أعمار الناس قفزة طويلة، أين منها قفزة (الكانغرو).

وعندها سوف نشاهد امرأة وقد تخطت (150) سنة وهي ترقص في أحد (الدسكوهات) بحرارة بالغة كأي مراهقة غريرة.

أما المصيبة التي ليس لها حل فهي: عندما نشاهد مليونيرا، وقد تجاوز (250) سنة من عمره، وهو يتسكع في أحد المولات (ويمسمس) شاربه، خصوصا إذا كان لتوه قد زرع خصية جديدة.

أظن والله أعلم: أن ذلك لو قدر له أن يتحقق، فلن تكون حياة الإنسان أسعد، وإنما تكون مشكلاته أكثر، وقضاياه أطول.

[email protected]