المرشد العام والأمين العام!

TT

تدخل جماعة الإخوان المسلمين المصرية حلبة الصراع الإقليمي، ومناصرة الدول الشقيقة المؤهلة لـ«الربيع الإخواني» بقوة من البوابة السورية.

منذ ساعات قليلة، شن الدكتور محمد بديع، مرشد الجماعة، هجوما شديدا على النظام السوري وعلى الرئيس بشار الأسد شخصيا، متهما إياه بأنه هو وجنوده سالكون لسبل الشيطان حتى بلغوا أحط الدركات، على حد وصفه.

وخاطب المرشد العام لجماعة الإخوان الرئيس بشار الأسد قائلا «إن كان قد بقي في ذاتك شيء من الحياء فاستحِ من ربك».

وأكد الدكتور بديع في بيانه أن مصير النظام السوري سيكون عبرة مثل الذين سبقوه من حكام مصر وتونس وليبيا واليمن.

هذا البيان ينبئ بأن جماعة الإخوان لن يتوقف دورها السياسي عند حدود مصر الدولية، ولكن بدأت التحرك في المنطقة بعد أن يتم لها «التمكين» داخل الوطن الأم (مصر).

وهذا البيان الصادر عن المرشد العام والموجه للرئيس السوري، هو بمثابة الإنذار السياسي له، وكأنه يقول إنك أيها الرئيس حينما تقاتل الثوار في سوريا فأنت في حقيقة الأمر تدخل في صراع أكبر مع أنصارهم وإخوتهم في العالمين العربي والإسلامي، وها هي قيادة جماعة الإخوان تنطلق من مصر كي تبلغك بهذا الإنذار.

أرجو أيضا من المتابع للحدث أن يقارن هذا البيان جيدا بالخطاب الأخير لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، حول الأوضاع في سوريا.

بيان الأمين العام حول سوريا مناقض تماما لبيان المرشد العام.

الأمين العام يؤكد أن ما يحدث في سوريا مؤامرة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتبر نموذجا للممانعة ضد الخطط الأميركية - الصهيونية.

وخطاب المرشد العام يرى أن ما يقوم به النظام السوري ضد شعبه أمر ترفضه قيم الأرض وتعاقب عليه عدالة السماء!

إذن، طال الزمان أو قصر، نحن أمام مواجهة قريبة بين رؤية إخوانية يمثلها المرشد العام لـ«الإخوان»، وبين رؤية شيعية سياسية يمثلها الأمين العام لحزب الله.

هذه المواجهة هي ترجمة حقيقية لحالة الصراع المرتقب بين رؤى إسلام سني متشدد، وإسلام شيعي متطرف.

كم ستكون فاتورة هذه المواجهة؟ وهل ستتحول من حالة العنف اللفظي إلى حالة العنف المادي على الأرض؟ أسئلة مخيفة تبحث عن إجابة!!