كيف يمكن تحويل مبان تاريخية إلى معالم سياحية وفنادق جاذبة؟

TT

خلال العام الماضي، كنت صريحا في تعبيري عن حبي لهذا البلد، وتأكيدي على أهمية جعل أميركا دولة عظيمة مجددا. ويتمثل أحد أسباب فخري في كوني مطورا عقاريا في شركتي، على مدار العقود الماضية، حققت ما قال كثيرون إنه أمر مستحيل تحقيقه.

ومن بناء عقارات أيقونية (مثل برج «ترامب» في نيويورك، وبرج وفندق «ترامب» العالمي في شيكاغو) إلى إحياء معالم تاريخية (من بينها 40 وول ستريت، واجهة المحطة المركزية الكبرى وفندق «بلازا» الأسطوري) إلى إحياء وبناء مجتمعات (مثل: تطوير فندق «كومودور» ومشروع «ويست سايد ياردز»)، مضينا في تحدي أنفسنا في أن نتجاوز توقعاتنا التي تحتاج لقدر كبير من الاهتمام والمهارات. بعد كل ما ذكرته، ففي السوق الحالية، تتمثل إحدى أهم مسؤولياتي وأهدافي كمطور ومدير مشاريع في توفير عشرات الآلاف من الوظائف، وإضفاء طابع الجمال والحياة على مدن رئيسية في مختلف أنحاء العالم. وأعتزم تطبيق ذلك على مبنى مكتب البريد القديم في بنسلفانيا أفينيو في واشنطن.

وفي يوم 7 فبراير (شباط)، تم اختيار مؤسسة «ترامب» من قبل إدارة الخدمات العامة لتنفيذ واحدة من أهم عمليات تطوير الفنادق في الدولة. وسوف نعمل كراع ومطور وعلامة تجارية ومدير، وسوف نشرف على مبنى مكتب البريد القديم خلال كل مرحلة من مراحل التخطيط والتطوير والعمليات. إننا نفتخر باختيارنا لهذا العمل المهم، وسوف نوظف كل مواردنا وخبراتنا من أجل تحقيق إنجاز يفتخر به أهل واشنطن وزائروها بالمثل على مدار عقود مقبلة.

إننا ندرك أن أعظم مزايا هذا المبنى الرائع تتمثل في واجهته الخارجية المميزة والفناء الداخلي وبرج الساعة الشاهق، ونحن ننوي الحفاظ بعناية على هذه العناصر التاريخية. إننا واثقون في أنه بمجرد الانتهاء من إنشاء الفندق، فسوف يصبح واحدا من أكثر عناصر الجذب في المدينة. وسوف يظل برج الساعة، الذي يوفر رؤية بانورامية للولاية، مفتوحا للجمهور، وسيتسنى لأعضاء جمعية «واشنطن رينغينغ سوسيتي» مواصلة تقليدهم المعتاد الممثل في قرع أجراس الكونغرس. ومن خلال عملنا مع خدمة المتنزهات الوطنية، يتمثل هدفنا في توفير تجربة تفاعلية تعليمية شاملة للضيوف والزائرين.

إننا نخطط لاستثمار أكثر من 200 مليون دولار في المبنى، والأجنحة البالغ عددها 260 مصممة لتكون الأكثر فخامة في المدينة. وأثناء عملية التطوير (وفي المراحل التالية)، نتطلع إلى العمل عن كثب مع لجنة تخطيط العاصمة القومية ولجنة الفنون الجميلة الأميركية ومكتب المحافظة على المباني التاريخية بالولاية والمجلس الاستشاري، للحفاظ على المباني التاريخية وخدمة المتنزهات الوطنية، وحكومة الولاية وإدارة الخدمات العامة للحفاظ على كل العناصر التاريخية في مبنى مكتب البريد القديم وتجديدها، مع تهيئة المبنى لتحقيق النجاح في القيام بدوره الجديد.

وسوف تضيف المرافق الأثرية الخاصة بإعداد الولائم وصالة الرقص والمساحات المخصصة لعقد الاجتماعات، إضافة إلى المنتجع الفسيح والحدائق الداخلية والخارجية، إلى تجربتنا كزائرين. ونخطط لإنشاء متحف وصالة عرض من أجل التسجيل والاحتفاء بالتاريخ المؤثر والطويل لمبنى مكتب البريد القديم.

إضافة إلى ذلك، فإن إنشاء مطاعم ذات مستوى عالمي ومقاه وحانة وقاعة انتظار، سوف يضفي حياة على موقع المبنى منقطع النظير. وسيتم توفير فرص لتناول الطعام بالخارج بالساحات الأمامية والخلفية للمبنى. وسوف تكون كل سبل الراحة هذه، وغيرها، متاحة للجمهور، مما يضفي حيوية على بنسلفانيا أفينيو وواشنطن. وبشكل مهم، سوف يوفر فندق «ترامب» الدولي ومبنى مكتب البريد القديم، بواشنطن، قرابة 500 وظيفة أثناء عملية الإنشاء، و500 وظيفة دائمة بمجرد تشغيل الفندق. وإضافة إلى إتاحة الفرصة في النهاية لهذا المبنى لاستغلال جميع إمكاناته كفندق على مستوى عالمي، فإن تحويل مكتب البريد القديم إلى القطاع الخاص سوف يمد اقتصاد الولاية بدفعة هي في أمس الحاجة إليها. سوف تدر خطتنا التطويرية عائدا إضافيا على واشنطن، وسوف توفر على الشعب الأميركي ملايين الدولارات التي يتمكن منها كضرائب، كما ستحقق للحكومة الفيدرالية عائدا ماليا مجزيا.

إنني أتطلع إلى الحفاظ على هذا المعلم النفيس وتغيير صورته على نحو يحقق المتعة لسكان واشنطن وزائريها. وأنا متأكد من أنه عند الانتهاء من المشروع في 2016، سيكون الجميع فخورين بالتحسينات التي أدخلناها على هذا المبنى العظيم. نحن نشعر بأن هذه الفرصة وسام على صدورنا، ونشكر إدارة الخدمات العامة على منحنا هذه الثقة الغالية. ونقول لها: «لن نخيب أملك».

* رئيس مجلس إدارة

ومدير مؤسسة «ترامب»

*خدمة «واشنطن بوست»