«يسقط يسقط الرئيس القادم!»

TT

من حق أي إنسان أن يعترض على أي نظام سياسي، أو آيديولوجية سياسية ما دام ذلك يتم وفق القانون المعمول به في الزمان والمكان.

ومن حق أي إنسان أن يناقش أي فكرة أو أي مسؤول تطبيقا لمبدأ استقرت عليه مدارس التفكير السياسي المعاصرة ألا وهو: «لا شيء غير قابل للمناقشة، ولا إنسان فوق المساءلة».

هذا من ناحية الحقوق المكتسبة على مر التاريخ، سواء جاءت عبر ثورات، أو مشروعات إصلاحية، أو عصور نهضة فكرية، أو اجتهادات لكتاب ومفكرين كبار.

ولكن يظل، في رأيي، أن العنصر الحاكم دائما وأبدا هو توفير «المنطق» السليم في التعامل مع الأشياء.

المنطق ابن العقل، والعقل ابن المعرفة، والمعرفة ابنة الثقافة، والثقافة ابنة التجربة الإنسانية، والتجربة ابنة الإنسان، والإنسان من عيال الله الواحد الأحد.

لذلك دائما يقال: إن الله هو الحق المطلق، وما هو دون ذلك هو قابل للنقاش.

ومن أصول وقواعد المنطق، أنك لا تحكم على أي شيء قبل أن تعرفه، ولا تحاكم أي فعل قبل أن تختبره!

حتى هذه اللحظة كنت أعتقد أن ذلك من قواعد المنطق، إلى أن شاهدت متظاهرا عربيا أول من أمس يرفع لافتة في عاصمة عربية من عواصم الربيع العربي تنتظر انتخابات رئاسية، كتب المتظاهر على قماش اللافتة: «يسقط، يسقط الرئيس القادم!».

ورغم أن انتخابات الرئاسة في هذه الدولة لم تبدأ بعد، ورغم أنه لم يتم تقديم أوراق الترشح للرئاسة، ورغم أن الأسماء لم تحسم بعد، فإن المتظاهر الثائر يرفض نتائج هذه الانتخابات بصرف النظر عمن سيفوز بها!

هذا الرفض دون آيديولوجيات، ومن دون فلسفة، غير منطقي.

هذا يعتبر نوعا من التفكير العدمي الذي يؤمن بأن لا شيء يصلح، ولا إنسان يقدر على الإنجاز، ولا قرار يؤدي إلى أي حل.

هذا النوع من التفكير ضد العقل والمنطق والدين.

ولنتذكر القاعدة المحمدية العظيمة: «بشروا ولا تنفروا».

لا بد أن تكون لنا ثقة في الله والوطن والنفس.