كيف سأتصدى لطموحات إيران النووية؟

TT

في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979 احتجز الثوار الإيرانيون دبلوماسيين أميركيين كرهائن لمدة 444 يوما، بينما كان الرئيس الأميركي الضعيف، جيمي كارتر، يشعر بالضيق والانزعاج في البيت الأبيض. وأكد رونالد ريغان، الذي ترشح للرئاسة منافسا لكارتر العام التالي، أن الإيرانيين سيدفعون ثمنا باهظا لتصرفاتهم الإجرامية. في 20 يناير (كانون الثاني) عام 1981، في الساعة التي تم تنصيب ريغان فيها رئيسا رسميا، أطلقت إيران سراح الرهائن الأميركيين. لقد أدرك الإيرانيون أن رونالد جاد في تهديداته على عكس كارتر تماما. وتواجه أميركا والعالم اليوم موقفا مشابها إلى درجة تثير العجب، باستثناء أن هناك أمورا أكثر على المحك، فالمتعصبون الإسلاميون أنفسهم الذي تولوا السلطة يعملون على تصنيع قنبلة نووية. وصرح باراك أوباما، أكثر الرؤساء الأميركيين ضعفا منذ كارتر، أن هذا الأمر غير مقبول، لكنه لم يدعم خطابه بسياسة فاعلة. وفي الوقت الذي يشعر فيه أوباما بالقلق في البيت الأبيض، يحرز الإيرانيون تقدما سريعا تجاه تصنيع أكثر الأسلحة دمارا في تاريخ العالم.

لا يمكن المبالغة في خطورة هذا التطور، فعلى مدى ثلاثة عقود دعم آيات الله في إيران الإرهاب حول العالم. والدرس الذي يفترض أن نكون قد تعلمناه من هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) هو أن الإرهاب في العصر النووي يحمل في طياته احتمالات بدمار مريع على نطاق واسع. الأدهى من ذلك هو دعوة قادة إيران صراحة لمحو دولة إسرائيل من الوجود، فإذا تمكنوا من الحصول على الوسائل التي تمكنهم من تنفيذ هذا الهدف غير الإنساني، ستصبح منطقة الشرق الأوسط منطقة انفجار نووي بين عشية وضحاها، والأضرار التي ستلحق بإسرائيل وحلفائنا الآخرين وقواتنا في المنطقة ستفوق التصور. لا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة تبعة السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، لكن هذا هو الطريق الذي نسير فيه خلال عهد أوباما. سوف أغير توجه أميركا في حال أصبحت رئيسا. وسيكون عنوان سياستي الخارجية بوجه عام مثل عنوان السياسة الخارجية لرونالد ريغان وهو «السلام من خلال القوة». وعلى غرار ريغان، وضعت خطة شاملة لإعادة بناء القوة الأميركية وتزويد جنودنا بالأسلحة التي يحتاجونها للانتصار في أي صراع. واعتزم استعادة وضعنا كقوة بحرية في أعالي البحار من خلال زيادة المعدل السنوي لبناء السفن الحربية من 9 إلى 15. ومثلما سعى ريغان لحماية الولايات المتحدة من الأسلحة السوفياتية من خلال مبادرة الدفاع الاستراتيجي، سوف أدفع باتجاه عمل أنظمة دفاعية ضد الصواريخ الباليستية لحمايتنا وحماية حلفائنا من أي صواريخ تطلقها إيران أو كوريا الشمالية.

أما فيما يتعلق بإيران على وجه التحديد، فسوف أتخذ كل الإجراءات الضرورية للتصدي لنظام الملالي الشرير. وسوف أظل أدفع باتجاه تشديد العقوبات والتعاون مع الدول الأخرى إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا، أو اتخاذ إجراء أحادي الجانب إذا اضطررنا إلى ذلك، إلى أن توقف إيران برنامجها النووي الذي يهدف إلى تصنيع قنبلة نووية. وسأتحدث صراحة عن قضية الديمقراطية في إيران وأدعم المعارضين الإيرانيين الذين يناضلون من أجل الحرية. وسأؤكد الالتزام الأميركي تجاه أمن إسرائيل وبقائها، وسأبدي هذا الالتزام أمام العالم من خلال التوجه إلى القدس في أول زيارة خارجية لي كرئيس.

الأهم من ذلك، سوف أعزز دبلوماسيتي بالخيار العسكري الذي سيقنع آيات الله في إيران بالتخلي عن طموحاتهم النووية. فقط حين يفهمون أن نهاية الدرب الذي يسيرون عليه هي الدمار والخراب لا السلاح النووي، ستكون هناك فرصة حقيقية للوصول إلى حل سلمي. وتتضمن خطتي العودة إلى الوجود المستمر لحاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج العربي بشكل متزامن. وتتضمن أيضا زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل وتعزيز التنسيق مع حلفائنا في المنطقة. لا يمكننا أن نتحمل المزيد من الانتظار، وبالتأكيد لن نتحمل انتظار مرور فترة رئاسية جديدة لأوباما مدتها أربعة أعوام، حيث سيكون قد فات الأوان.

إذا سُمح للإيرانيين بتصنيع قنبلة نووية، ستكون العواقب مريعة وخارج السيطرة. وتتركز سياستي الخارجية الرامية إلى تفادي هذه الكارثة على قاعدة واضحة: إما أن يدرك آيات الله الرسالة أو سيُلقنون دروسا موجعة عن معنى العزيمة والإصرار الأميركي.

* المرشح الجمهوري للرئاسة والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس

* خدمة «واشنطن بوست»