شيء لا يصدقه عقل!

TT

أحيانا حينما أريد أن أقوم بالترفيه عن نفسي، أقوم بمشاهدة قنوات الطهو العالمية، أو قنوات الأخبار الرسمية لبعض الأنظمة العربية، وأحيانا بعض القنوات الإيرانية!

القنوات الإيرانية تحدثت عن النجاح المذهل للانتخابات التشريعية الأخيرة، لكن لم تذكر كلمة واحدة عن المقاطعة السياسية الكاملة لتيارات الإصلاح السياسي (كروبي ومنتظري وأنصارهما) لهذه الانتخابات.

إشادات وتبريكات، ولكن لا صوت لقوى المعارضة التي قاطعت الانتخابات، أو كلمة واحدة من ملاحظات هذه القوى عن أسباب المقاطعة.

القناة الإخبارية السورية، الرسمية، لم تدخر جهدا في: «تهنئة الزعيم الشقيق فلاديمير بوتين بفوزه الساحق في الانتخابات»، مع الهجوم الساحق على معارضيه الذين أرادوا التشكيك في نزاهة الانتخابات.

ونزلت كاميرا القناة الإخبارية السورية في شوارع المدن السورية الرئيسية تتحدث مع المواطنين الذين أجمعوا (كلهم) على أن فوز بوتين هو فوز للحق والعدالة، والذين اعتبروا (جميعهم) أن فوزه هو فوز للقوى الداعمة لحكم الرئيس بشار.

قناة سورية رسمية ثانية بثت شريطا مصورا يوضح العنف الذي تمارسه الشرطة في أوروبا والولايات المتحدة في فض المظاهرات، ويعلق على الشريط مذيع شديد الحماس يقول: «أين ضمائركم يا من تتهمون سوريا الحرة والبطلة بالكذب والبهتان».

ويعود المذيع ليقول في تأثر بالغ: «هكذا يعاملون شعوبهم بالقبضة البوليسية، ثم يتقولون على سوريا الأسد».

لم يذكر المذيع أن العنف الشرطي في أوروبا وأميركا في فض المظاهرات يستخدم في أقصى حالاته الهراوة أو الغاز المسيل للدموع.

ولم يذكر المذيع العربي، السوري، الثائر، المدافع عن الحق، أن هذه الدول لم تستخدم مدفعية الميدان الثقيلة، ولا راجمات الصواريخ، ولا القناصة، ولا فرق الاغتيالات الدموية ضد المواطنين.

والذي لم يقله المذيع الإيراني ولا المذيع السوري أن طهران ودمشق سوف تقيمان دورات تدريبية للأوروبيين والأميركيين للتدرب على الانتخابات الحرة، وحسن المعاملة من قبل الشرطة تجاه المواطنين بناء على البرنامج التدريبي الجديد: «رصاصة لكل مواطن وقذيفة لكل أسرة».