لا أحسد (لويس الرابع عشر) وهو جالس على عرشه

TT

احتلت العشرات من النساء المراحيض العامة المخصصة للرجال في مدينة (قوانغتشو) جنوب الصين، للمطالبة بالمساواة بين الجنسين وتخصيص عدد أكبر من المراحيض للنساء.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الناشطة لي ميازي، التي شاركت في الاحتجاجات أول من أمس الأربعاء قولها: «لم نتجمع هنا لمنع الرجال من استخدام المراحيض بالقوة، بل لننشر الوعي حول المساواة بين النساء والرجال»، ولا شك أن (ميازي) هذه كذابة ولا أقول حمارة، والدليل على ذلك أن الكثير من الرجال قد قضوا حاجاتهم على أرصفة الشوارع، وعندما طفح الكيل ببعضهم ما كان منهم إلا أن يقتحموا الحمامات عنوة، ودارت في داخلها معارك حامية الوطيس، كادت إحدى النساء تلفظ أنفاسها غرقا عندما وضع بعض الرجال رأسها في حوض الكرسي الممتلئ بالماء، ولولا قدرتها هي على الرفس لقضت نحبها، وماتت شهيدة الحمامات.

وبعيدا عن أي سخرية، ليس هناك أسوأ ولا أعنف ولا أبيخ من أن يحرم الإنسان أو حتى الحيوان من أن يقضي حاجته بشرف وراحة بال واطمئنان، (فكله إلا الحمامات)، لأنها من وجهة نظري (خط أحمر) لا يمكن اللعب به، فقد يستغني ويصبر ويصوم الإنسان عن تناول الطعام لعدة أيام، ولكنه من المستحيل أن يمسك نفسه عن قضاء حاجته عندما (تدق الساعة)، فالمسألة ليس فيها بطولة أو مجاملة أو كرم أخلاق، إنها بالفعل حد فاصل بين الحياة والموت، ويا ليت هناك قفل ومفتاح يستطيع الإنسان أن يتحكم به وقتما يريد.

وهؤلاء النسوة الغبيات استخدمن وسيلة خطيرة لم يحسبن عواقبها التي انتهت بإسالة دماء أكثر من ست عشرة امرأة منهن، غير اللواتي تلوثن بما لا تحمد عقباه من أوساخ الرجال (الحشرانين).

أرجوكم المعذرة على أنني بدأت صباحكم السعيد بمثل هذا الموضوع المقرف، ولكن (ما باليد حيلة) في بعض الأحيان، وأرجع وأقول: كله كله كله (إلا الحمامات)، التي هي من وجهة نظري أعظم اختراع حضاري تفتقت عنه العبقرية البشرية.

هل تصدقون أنه لا يحلو لي تفكير ولا أستمخ بالقراءة الجادة إلا إذا كنت جالسا بكل أريحية على الكرسي، أقسم لكم بالله أنني وقتها لا أحسد حتى (لويس الرابع عشر) الجالس على عرشه الذهبي، وهو الذي قال: أنا الدولة، والدولة هي أنا.

***

قرأت هذا الإعلان الذي لم يعجبني، وهو صادر عن رجل ألماني وقح، وجاء فيه:

لقد تركتني زوجتي الصالحة الأمينة، فهل للشخص الكريم الذي يجدها أن يحتفظ بها إلى أن تقوم الساعة؟ مع جزيل الشكر.

***

سئل المعمر الذي يحتفل بعيد ميلاده السادس والتسعين عن سر طول عمره فقال: إن السبب الوحيد هو بقائي طوال حياتي أعزب، ثم أردف قائلا: إن الزواج هو للنساء فقط، أما الرجل فيجب ألا تكون له أي صلة به.

احترت مع هذا (العكروت)، هل أشد على يده، أم أشد على (زوره)؟!

[email protected]