عقلية وخيال الزعيم

TT

ثقافة الزعيم السياسي أمر بالغ الأهمية في حاضر الأمة العربية ومستقبلها.

أزمة العديد من التيارات العربية أنها تفتقر إلى «الرؤية» و«القدرة على الإبداع الفكري» وانتقاد الخيال السياسي.

المشكلة غير التقليدية لا يمكن أن يتم حلها بالأسلوب التقليدي، أي بأسلوب المدرسة القديمة في التفكير.

هذه المدرسة تصل في أقصى حالاتها الإيجابية إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق للتعامل مع أي أزمة مستفحلة!

لا يمكن أن يكون قمة الاجتهاد السياسي هو إصدار بيان شجب أو تأييد لطبيعة المشكلة التي يتم التعامل معها.

منذ أيام شاهدت على قناة «الجزيرة» ندوة فكرية في تونس يتحدث فيها الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية.. وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع الشيخ الغنوشي، فإنني وجدت نفسي مشدودا معجبا بالثقافة الشاملة للرجل والرؤية المستنيرة له في التعامل مع قضايا الدين والدنيا.

عالم الغنوشي شديد الرحابة.. يبدأ من جذور الأساس الفكري الإسلامي وينطلق إلى الثقافة الفرنكفونية الأوروبية المتأثرة بأفكار الثورات الإصلاحية الأوروبية ومبادئ الثورة الفرنسية التي دعت للحرية والإخاء والمساواة بين البشر كافة دون تفرقة بسبب طبقة أو عرق أو جنس بشري.

إذا انحسر عقل الحاكم، وهنا نتحدث عن أي حاكم، داخل فكرة محبوسة في صندوق ضيق، يصل في النهاية إلى رؤية متطرفة قاصرة عن التفاعل مع الواقع.

الذي ينطلق من نظرية عامة لا علاقة لها بطبيعة الواقع، هو فاشل لا محالة.

ولمن لا يريد أن يصدقني، فلينظر إلى محاولات حزب البعث في العراق وسوريا منذ أكثر من نصف قرن لتطبيق «الدولة القائدة»، التي تحولت في النهاية إلى الدولة الفاشلة التي تعرضت حدودها للغزو أو الاحتلال أو السيطرة الدولية.

بينما إذا نظرنا إلى ما قام به الشيخ زايد آل نهيان لشعبه وأمته، نجد إصلاحات كبرى، من دون فلسفة أو تنظير أو رسائل دكتوراه أو أحزاب آيديولوجية.

لذلك ما زال كل مواطن إماراتي يذكر زايد بالخير والرحمة.