واقف على بابكم (ولهان ومسيّر)

TT

ذكر شخصي أستاذي (سمير عطا الله)، جزاه الله خيرا، في أحد مقالاته، ولكنه في الوقت نفسه ورطني عندما طلب أخذ رأيي فيما طلب منه السفير السعودي الأسبق في الإمارات ألا يذكر (شكسبير) في مقالاته، ويبدو أن الأستاذ سمير امتثل لطلباته، وتطرق فيما تطرق في مقاله للرئيس الروسي (بوتين)، وكيف أنه خرج من نافذة (الكرملين)، ودخل إليه مرة أخرى من الباب.

الموضوع برمته بالنسبة لي غامض، ولكنني تشبثت بعنوان المقال المأخوذ من أغنية (عمر الزعني) وهي: بابوري رايح رايح، بابوري جاي. وأقول وبالله التوفيق: إن أستاذي الكريم لم يكمل المقطع الثاني من الأغنية التي جاء فيها: بابوري محمّل سكر وشاي، (ترلم، ترلم، ترلم).

أما بابور (بوتين) فيما أعتقد فهو محمل في هذه الأيام (بفودكا سالوت، وكفيار الحفش)، ويزعمون - قاتلهم الله - أنها أرقى المشارب والمآكل.

وروسيا لمن لا يدرك هي (إمبراطورية) لم تعرف يوما (الديمقراطية) طوال تاريخها منذ عهود القياصرة إلى عهد الثورة (البلشفية) بقيادة (لينين)، مرورا بستالين وخروتشوف وبريجينيف ويلتسين إلى بوتين، وإن نسيت فلا يمكن أن أنسى (الفراطة) من الزعماء وعلى رأسهم أضعف الضعفاء (غورباتشوف) الذي حاول (يا حبة عيني) أن يكون ديمقراطيا في لحظة ما، ولكن رياح (الجينات) الديكتاتوريّة المتغلغلة في الدب الروسي جرفته بعيدا. أما عن الحكمة الغريبة بالنهي عن إيراد (شكسبير)، فقد تكون تلك وجهة نظر (دبلوماسية) وراءها خرط القتاد - والله أعلم.

لا أدري هل أنا لبيت طلب الأستاذ سمير، أم أنا (عم أأروش)؟! والثاني على الأرجح هو الصحيح.

صدقت أستاذي سمير: كم هي متعبة مهنة الابتسامات.

* * *

هناك رأي يجزم بأن الزواج إنما هو أشبه ما يكون (بالمقص)، حداه متحدان بصورة لا يمكن الفصل بينهما، وهما يتحركان غالبا في اتجاهات متضادة، ولكنهما يعاقبان دائما كل من يحاول التدخل بينهما.

الواقع أنني لست متأكدا من صحة هذا الرأي، ولكنني أميل لرأي آخر يؤكد أن المؤسسة الزوجية إنما هي أشبه ما تكون بغرفة واحدة ليس فيها شبابيك، ولها باب واحد، الذين في الداخل هم المتزوجون (يدفشون) الباب ليخرجوا، والذين في الخارج هم (العزابية) يدفشون الباب ليدخلوا (!!)، وكنت أنا طوال حياتي أغني أغنية كويتية منقرضة تقول: واقف على بابكم (ولهان ومسيّر)، لأنني أجبن من أن أدخل وأجبن كذلك من أن أخرج، فأنا باختصار واقف على حد السيف.

* * *

قال لي أحد المتفلسفين: الأسف ينظر إلى الوراء، والقلق ينظر حوله، والإيمان ينظر إلى فوق.

أشحت له بيدي قائلا بحنق: والإحباط ينظر إلى الأسفل، واليأس ينظر إلى (لا شيء) مثلي أنا تماما في هذه اللحظة.

فجفل من كلامي قائلا: تعوذ من إبليس يا رجل، لماذا أنت متشائم إلى هذه الدرجة؟!

فقلت له: لأنني يئست من أن أجد تليفوني الجوال والضائع منذ يومين، والمشكلة أنه على (الصامت)، والمصيبة أنه ممتلئ بالرسائل غير المشرفة، التي يعاقب عليها القانون، والطامة الكبرى لو أنه وقع في يد شخص هوايته نشر الفضائح.

[email protected]