بين فيلتمان والأسد

TT

كلام السفير جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية حول الانتخابات النيابية اللبنانية عام 2013 له أكثر من دلالة ومعنى.

فيلتمان هو أكثر مسؤولي الإدارة الأميركية خبرة بالملف اللبناني – السوري، وبحكم منصبه الحالي مساعدا للسيدة كلينتون لشؤون الشرق الأدنى ولشغله منصب سفير بلاده لدى لبنان، قال كلاما خطيرا.

قال فيلتمان إنه يتمنى «أن تكون الانتخابات النيابية لعام 2013 محطة لهزيمة بقايا نظام بشار الأسد وبقايا الاحتلال السوري في لبنان».

إذا كان تصور فيلتمان أنه ما زال في الوقت متسع حتى 2013، فإن هذا يعني أن الإدارة الأميركية لديها تأجيل لأي حسم سوري - لبناني حتى نهاية الانتخابات الرئاسية الأميركية من ناحية، وأنها وصلت إلى أن الحسم الداخلي في سوريا سوف يستغرق على الأقل عاما آخر من ناحية أخرى.

وتأتي بعض التسريبات من البنتاغون لتتحدث عن صعوبة حسم الوضع عسكريا؛ سواء من داخل سوريا أو من خارجها، ويكثر الحديث في الصحف الأميركية، وآخره ما نشر خلال الأسبوع الماضي في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية من تقارير صحافية من داخل سوريا تؤكد أن السفارة الأميركية في دمشق ترى أن الآلة العسكرية الرسمية في سوريا ما زالت مسيطرة، وأن كسرها سوف يستلزم فاتورة باهظة من الضحايا والعتاد والأموال.

الجميع يعرفون أن نهاية هذا النظام ستكون تراجيدية مأساوية، وأن رأس السلطة في دمشق قرر اختيار الحل الأمني العسكري مهما كانت تكلفة الفاتورة ومهما أدى ذلك إلى عزلة في الداخل وفي المحيط العربي وفي مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

ولعل ما كشفت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية من رسائل للرئيس بشار وقرينته على «الإيميلين» الخاصين بهما، يوضح الإصرار الشديد على رفض أي حلول سياسية وعلى الاستهزاء الكامل بالقوى المعارضة للنظام من منظور «العمالة والتآمر» القابل للاندحار تحت عجلة الآلة العسكرية الرسمية وبدعم الشعب المؤيد - بقوة - لحكم الرئيس!

إذا كانت تلك هي رؤية فيلتمان، وتلك هي سياسة الدكتور بشار، فعلينا أن نعد أنفسنا لصراع مستمر وطويل ثقيل الكلفة والضحايا.