أمة تدعي الثقافة!

TT

إذا أردت أن تعرف حقيقة قيمة ما يعرف باسم «المثقف العربي»، فتأمل حال الثقافة العربية!

الثقافة العربية في الحضيض بسبب تلك النخبة المثقفة!

المنتوج الثقافي حسب تقارير التنمية البشرية في الأعوام الأخيرة تؤكد أن مجموع إصدارات الكتب العربية في عام واحد لكل دور النشر الحكومية والخاصة مجتمعة، تساوي إجمالي ما تنشره دور النشر الأميركية في يوم واحد!

الأمية بوجه عام، والأمية الثقافية العربية بوجه خاص، هي تعبير عن حالة التردي في البلاد العربية.

68 في المائة من معلومات الأجيال العربية تحت سن 21 سنة، من التلفزيون، والبقية من شبكة الإنترنت، و3 في المائة فقط من الصحف!

نحن أمة لا تقرأ، ولكن تشاهد وتسمع وتنقل الشائعة، لكنها لا تعتمد على الاطلاع والمعرفة والبحث العلمي.

وحتى لا أزيد الطين بلة، فلن أفتح ملف التعليم في عالمنا العربي، الذي لا علاقة له بأسواق التوظيف وغير مرتبط باحتياجات الدولة العصرية القائمة على المعرفة الحديثة والبحث العلمي.

ومن يتابع بعض برامج «المقالب» الثقيلة في التلفزيونات العربية سوف يتوقف أمام بعض الحقائق المخيفة التي تبعث على «الرعب من المستقبل» الذي ينتظر أمة العرب!

في أحد هذه البرامج تقوم المذيعة بمقلب ثقافي في الشارع مع الجماهير الذين تعودوا «الإفتاء» في أي موضوع على الرغم من جهلهم الشديد بحقيقة الأمر.

سألت المذيعة: في أي سنة يأتي شهر شعبان عقب شهر رمضان؟!

كان السؤال لنحو عشرة أشخاص، جميعهم لم يكتشف المقلب، ولم يكتشف أن هناك استحالة نسبية تحقق هذا الأمر، حتى بعضهم أفتى بأن شهر شعبان يأتي خلف شهر رمضان مرة كل عشر سنوات!

وفي إجابة عن سؤال آخر، سألت المذيعة الجمهور: متى يأتي الحج في العيد الأصغر؟! بدلا عقب عيد الأضحى.

وأذكر أن العزيز عمرو أديب، كان يجري اختبارا ثقافيا وآخر للمعلومات العامة لمذيعين ومذيعات جدد لقناة «إف.إم» بالقاهرة وكان سؤاله لهم على النحو التالي: «حرب أكتوبر 1973 كانت سنة كام؟».

أرجوكم راجعوا سؤال عمرو، وسوف تصيبكم الدهشة لأن أكثر من 85 في المائة من المتقدمين للاختبار لم يعرفوا الإجابة ولم يركزوا في تفاصيل السؤال الذي يحتوي على الإجابة!