من الذي يدخل النار.. ومن الذي يدخل الجنة؟

TT

يتهمني البعض لا زورا ولا بهتانا بأنني (أشطح) بمقالاتي - بمعنى أنني أجيب (عباس على دبّاس)، أو بمعنى آخر أنني إنسان (تلفيقي)- على حد تعبير أحدهم.

والواقع أنني لا أنفي هذه الاتهامات إطلاقا لأنها تزيدني إصرارا عليها، فحياتي كلها من أولها إلى آخرها، أو من أول ما سقط رأسي الضعيف على سطح هذه الأرض الحرون والحنون في نفس الوقت، وإلى أن يتوارى هذا الرأس (الأجرب) في التراب أو في أعماق البحار - الله أعلم - سأظل (شاطحا) بامتياز و(تلفيقيا) بجدارة، دون أن أفقد ضميري ودون أن أكون مؤذيا لأحد، بل وفوق ذلك كله سوف أكون محبا وبإصرار حتى لأعدائي إذا كانوا يسمعون ويعون - مع أنني لا أدري لماذا هم أعداء؟!

فأنا لم أخلق لكي أكون قاتلا أو مقتولا، وإنما خلقت من حسب وجهة نظري القاصرة، لكي أتمعن بالحياة أكثر، وأستمتع بها بقدر ما استطيع في أعوام عمري القصير، تماما مثلما تستمتع الفراشة بها في أيام عمرها الأقصر من القصيرة.

الله وحده هو الذي يعلم من الذي يدخل الجنة ومن هو الذي يدخل النار، على الرغم من أن رحمته سبحانه مثلما قال: وسعت السماوات والأرض، فكيف لا تسع مخاليقه؟! مستحيل، نعم مستحيل.

وبعيدا عن الكلام (بالذات)، إليكم هذا الخبر غير السياسي:

اجتمع سبعة أشخاص غرباء في (نيوجيرسي) الأميركية لإحياء ذكرى رجل لم يقابلوه أبدا لكنه منح كل واحد منهم أغلى هدية أنقذت حياته، أو جددتها.

فقد قتل (دينس مولوسيرل) - 25 عاما - بطلق ناري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 وقررت عائلته التبرع بأعضائه. ذهب قلب (دينس) إلى مريض بقصور القلب الاحتقاني، وكليته وبنكرياسه إلى مريض بالسكري، ورئتاه إلى مريض يعاني من تليف البنكرياس الحوصلي، وكليته الأخرى إلى مريضة تعاني من مرض الذئبة، وكبده إلى مريض متليفة كبده ومتوقفة حياته على زرعها، وقرنية عينه لمريض يهدده العماء.

وقالت والدة (دينس): نحن سعداء بما قمنا به، لقد رأينا كيف يمكننا مساعدة الآخرين ليعيشوا حياتهم ولا نستطيع وصف سعادتنا بلقائهم جميعا.

ولكي أبتعد بكم قليلا عن (المثاليات)، إليكم الخبر الآخر (الضد):

فمن أغرب القضايا المطروحة أمام هيئة القضاء البريطانية، قضية شخص كان قد تبرع بكليته لشقيقه، إلا أنه غيّر رأيه وصار يطالب أخاه باسترداد الكلية.

فقد قام أخيرا برفع دعوى أما المحاكم المختصة يطالب فيها بأن يعيد شقيقه الكلية لأنه - كما قال - لا يستحقها.

الشقيق الأخير صرح أمام هيئة القضاء بأن أخاه دائما يبتزه ويهدده باسترداد الكلية إذا لم يدفع له راتبه الشهري.

ولكي أختم مقالي و(أنغص) عليكم كعادتي إليكم هذا الخبر الثالث (المفرح):

فبعد أن تبرعت الزوجة الخليجية العجوز بكليتها لزوجها الداعية الذي كان (قاب قوسين) أو أدنى من الموت، وبعد أن استرد عافيته بعد ثلاثة أشهر، تزوج عليها بامرأة تصغره بأربعين عاما.

وكل هذه الأخبار الثلاثة التي ذكرتها صحيحة (100 في المائة).

وقد قلت سابقا، وأكررها الآن: إنني أوصي عندما أموت وأنا بكامل قواي العقلية، أن أتبرع بجميع - أو على الأقل ببعض أعضائي - للآخرين، هذا إذا كانت صالحة للاستخدام الآدمي.

[email protected]