من ينقذ سوريا؟

TT

هذا العنوان كان على غلاف العدد الأخير من مجلة «تايم» الأميركية. وتناول العدد المجازر التي يقوم بها نظام الحكم في سوريا، والثمن الفادح الذي يدفعه المواطنون العزل. وتحدث التقرير عن مخاطر اللجوء في سوريا للعنف المسلح كوسيلة بديلة للحوار لحسم أي خلاف داخلي.

الذي أثارني هو السؤال، الذي ظل يدق عقلي وضميري وضمير كل إنسان يرفض أن تكون دماء الأبرياء هي «السجادة الحمراء» التي يسير عليها كي يصعد سلم السلطة.

فعلا.. من ينقذ سوريا؟

هل هو جيش سوريا، أم شعبها، أم معارضتها السلمية، أم معارضتها المسلحة؟ هل يكون التدخل التركي المسلح لعمل منطقة مسلحة من الحدود المشتركة حتى حلب؟ هل يكون الحل تدخلا بريا دوليا يأتي من لبنان، بالتالي يتعين عليه قتال حزب الله، أم يكون الحل المخيف تدخلا إسرائيليا، أم تكون ضربة عسكرية جوية وصاروخية من مياه البحر المتوسط لقوى ائتلاف دولي أوروبي - أميركي؟ هل يكون إنقاذ سوريا بتصفية الأسرة الحاكمة في دمشق من داخل النظام، أم بالاحتمال الأضعف للتحقق وهو قبول الرئيس السوري وأسرته مبدأ اللجوء السياسي؟

في يقيني الراسخ، لا يوجد إنسان أو مسؤول أو جهاز مخابرات يعرف الإجابة عن سؤال مجلة «تايم» الأميركية.

إنقاذ سوريا لا يمكن أن يتحقق بفاتورة رخيصة، لكنه - للأسف - سيحتاج إلى رفع سقف التكلفة من الدماء والضحايا والتدمير للبنية التحتية السورية وتخريب الاقتصاد القومي للبلاد وحدوث شقوق عميقة بين أبناء الشعب الواحد.

إنقاذ سوريا سيأتي - للأسف الشديد - على أشلاء الضحايا وجثث الشهداء وصرخات الأمهات والمصابين.

السؤال الذي يحيرني: هل يعتقد الرئيس الأسد - صادقا - أنه يستطيع بأي قوة مسلحة، وبأي مستوى من استخدام العنف المفرط الذي لا حدود ولا سقف له أن يفرض استقرارا شعبيا بأي شكل من الأشكال؟ لقد رحل هذا النظام معنويا، وبانتظار تشييع جثمانه ماديا بعد يوم أو شهر أو سنة!

المهم أن الرحيل حتمي، لكن بثمن مخيف!