حكومة إقليم كردستان.. خط الزمن بانتظار الثورة البيضاء

TT

في ظل السخونة السياسية وبرودة الشتاء ترأس نيجيرفان بارزاني، مكملا بذلك أداء الحكومة السابقة برئاسة الدكتور برهم أحمد صالح القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني.

وانفتح الإقليم خلال السنوات الماضية من عمر حكومة كردستان التي رأسها (نيجيرفان بارزاني)، بحيث تجاوز خلال السنوات الأخيرة وبخبرة جيدة في العلاقات الدولية الكثير من حالات التوتر التي عصفت بالعلاقات الثنائية لحكومة إقليم كردستان، لذا عُرفت حكومة كردستان في تلك الفترة بأنها حكومة «التنمية والتطوير». ومن المرجح أن يتمكن السيد نيجيرفان من معالجة الكثير من زخم الملاحظات الذي ولّدته وتحمله الجماهير الكردية في أداء الحكومة في المرحلة القادمة، بمعنى أنه يواجه مناخا أكثر صرامة يتطلب معالجة الهفوات السابقة لتقوية نشاط الحكومة خاصة في مناطق السليمانية وكرميان، اعتمادا على نتائج الانتخابات الأخيرة في كردستان، وفسح المجال أكثر لإصلاحات جديدة في طريقها إلى النور. وهنا يجب الحديث وبكل جرأة وإمعان، لأننا لا نطرح أقوالا مرسلة أو شعارات، لكنها ملاحظات واقعية يجب أن تتحول لبرامج عمل داخل الحكومة الكردية، ونيجيرفان يتبوأ الآن رئاسة الحكومة في هذه الحقبة.

إن الأداء الحكومي والحزبي في كردستان العراق لا يخلو من فجوات متباينة بين الحزب والمؤسسات الحاكمة، وإن بعض هذه المؤسسات لا يستجيب لكثير من مقررات وأهداف وأفكار الحزب والحكومة، وعلى مقررات «الكابنة السابعة» للحكومة الجديدة أن تخطو خطوات كبيرة، بحيث تكون مطبخا نافعا لكل السياسات الحكومية وتكون الصانع الأول في مشاريعها، وتكون عنصرا للتقارب أكثر بين القيادة والجماهير الكردستانية. فإذا عدنا على سبيل المثال إلى توصيات المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني سنجد الجماهير تطالب الحكومة والسلطة بالكثير من الإصلاحات التي يجب اعتمادها، والتي لم ينفذ بعضها إلى الآن، إضافة إلى اعتبار التدريب والتأهيل الحزبي والحكومي أمرا مهما جدا في استراتيجية الحزب والحكومة، فتكديس الأعضاء وكثرتهم لا يفيدان الحزب ما لم يتلق هؤلاء الأعضاء والأشخاص والكوادر التأهيل والتدريب المنتظم لتعزيز مهاراتهم ورفع معلوماتهم وكفاءتهم الحزبية والإدارية والسياسية ليصبحوا قادرين على التعامل مع المعطيات والمتغيرات المستجدة التي يشهدها العالم والعراق والمجتمع الكردستاني. فإذا تتبعنا الصحف الحزبية في كردستان سنجد القليلين من الكوادر الحزبية ممن يوصلون هموم الجماهير إلى القيادة، فضلا عما تتسبب به إفرازات بعض السلوكيات الخاطئة لبعض المسؤولين في الحزب والحكومة من رد فعل في صفوف الشعب، وقيادة الحزب بريئة من تصرفاتهم، لأن هؤلاء يغتصبون شمس الوطن، وليس من السهل علينا تجاوزهم، فنحن نبكي ونضحك لا خوفا بل حزنا على هذه الانتهاكات غير المبررة. وقد يكون بعض هذه التجاوزات ناتجا عن رواسب الماضي البغيض وقصور في الوعي المجتمعي.

وبناء على استشعار المسؤولية الوطنية واستنادا إلى ما سبق يبقى التأكيد على حقيقة جوهرية هي أننا نواجه تحديات سياسية واقتصادية وتنموية وأمنية وتحديات ثقافية واجتماعية يتمثل أخطرها في عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، خاصة في المناصب الحكومية، ومحاولة وضع حل جذري لمشكلة نقص الطاقة الكهربائية والمحروقات، وتحسين الوضع المعيشي أكثر، ورفع الدخل الفردي للمواطن، ومعالجة معضلة البطالة والبطالة المقنعة عن طريق وضع أسس صائبة لتأمين فرص العمل وإعطاء كل ذي حق حقه بناء على مؤهلاته وخبراته الحقيقية لا لكونه «ابن عم خياط بدلة الوزير». على أن مواجهة هذه التحديات التي مر ذكرها مجتمعة لا شك أنها تقتضي تكاتف كل أبناء الوطن أحزابا ومنظمات، سلطة ومعارضة، باعتبار أن هذه التحديات تلحق الضرر بالجميع وتمس بمصالحهم، ومن دون استثناء لأحد. ويجب علينا التمسك بالحوار أكثر لحل القضايا الوطنية والخلافية خاصة في مسألة كركوك والمناطق المتنازعة عليها، وتحت سقف المؤسسات والممارسة السلمية والديمقراطية الموجودة في إقليم كردستان، وأي تساهل أو تجاوز لهذه الثوابت سوف يجعلنا نظهر أمام الجميع كجزر متقاطعة.. وعذرا سيدي رئيس الوزراء، لأنني اقتربت من أسوارك الهادئة، وكان خطابي كله أشجانا، لكنه خطاب عاجل إلى سيادتكم، إلى سيادة المعلم الكبير.

* كاتب كردي عراقي