هي (وحشة) وتعجب نفسها

TT

إحصائية موثقة أقدمها للشركات (العملاقة) وللأثرياء الذين (فتح الله عليهم) في البلاد العربية، وأزيد عليهم أيضا البلاد الإسلامية المجيدة، وذلك لزوم (كمالة العدد).

وتلك الإحصائية تقول: إنه رغم الكساد الاقتصادي الذي ضرب أميركا ابتداء من عام (2008)، فإن تبرعات الأميركيين للأعمال الخيرية عام (2011) قد فاقت (300 مليار دولار)!!

وحسب تقرير (جيفنج يو إس إيه)، فتلك التبرعات كان مصدرها نحو (75) مليون أسرة أميركية، وأكثر من مليون شركة بسيطة، وما يقدر بنحو (120) ألف منشأة، وقرابة (77) ألف مؤسسة كبيرة.. وتذهب كل تلك الأموال إلى أكثر من مليون ومائتي ألف مؤسسة خيرية.

يا ليت العالم العربي وفوقه بطبيعة الحال العالم الإسلامي، اللذين يزيد عدد سكانهما على (مليار وكسور) آدمي.. يا ليتهم يتبرعون ولو بـ(10%) من حجم هذه التبرعات (الإمبريالية)، وإلا نحن «شاطرين» فقط بالتغزل بالصدقات والزكوات والحسنات والكرم والقيم الرفيعة النبيلة (على الفاضي)، أو بالتعبير الدارج (على فاشوش) وهو أكثر بلاغة.

أعود وأقول: يا ليت، ولكن (يا ليت عمرها ما تعمر بيت)، ولا حتى خم دجاج بيّاض.

هل تدرون؟!: العرب والمسلمون يحتاجون وبشكل عاجل إلى عدم الثرثرة والادعاءات الكاذبة التي أصبحت مملة، وتوجع القلب والضمير معا.

***

كم هذا العالم صغير، وكم هذا الزمان سريع، وكم العواطف ليس لها حدود، وكم أنا مصاب بالصداع وباللوعة، والذي دعاني إلى مثل هذا (النواح) هو ما قرأته عن مسنّة بريطانية تبلغ من العمر (89) سنة، وذلك عندما تلقت رسائل حب وصورا من زوجها الذي قضى نحبه وهو في الثانية والعشرين من عمره أثناء مشاركته في الحرب العالمية الثانية عام 1944، وخلال الاحتفالات بعيد النصر العام الماضي، تلقت هي من السلطات الروسية رسائل وصور زوجها التي كان قد سلمها لمسؤول وحدته قبل توجهه بأيام إلى الجبهة الإيطالية حينئذ، وتسلمت أيضا دفتر ادخار زوجها.

وتضمنت الرسائل أشعارا يتغزل فيها بزوجته التي لم يمض على زواجه بها أكثر من سنتين.

والغريب أن تلك المرأة لم تتزوج بعده وفاء له. ويذكر من شاهدوا تلك الواقعة أن العجوز أخذت تقبل تلك الصور وتضمها إلى صدرها، وتشمشم وتبلل بدموعها تلك الرسائل، وقالت للحاضرين: الآن أنا متشوقة للموت للحاق به، أرجوكم اخرجوا سريعا.. أريد أن أنفرد بصور ورسائل حبيبي. وخرجوا وسمعوها من وراء الباب وهي تشهق بالبكاء.

***

أعبط امرأة وقفت عليها، هي التي رددت أمامي دون خجل تلك الحكمة التي لا أدري من أين أتت بها! وذلك عندما قالت (لا فض فوها الواسع): أنا وحشة وأعجب نفسي، وأشوف الحلوين وتقرف نفسي.

هل تصدقون أنني عندها لم أملك إلا أن أصفق لها إعجابا، بل إنها أصبحت في عيني، رغم شعرها (المنكوش) ووجهها العكر، أجمل حتى من (مارلين مونرو) - مع وقف التنفيذ - وهذا فقط للأهمية لكي لا يسيء الظن من في قلوبهم مرض.

[email protected]