افرضوا عقوبات على نوري المالكي

TT

بعد قرابة ثلاثة أيام من انفضاض القمة العربية ببغداد، شن نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، هجوما، بل قُل تطاولا، على كل من السعودية وقطر، اللتين وصفهما بـ«هاتان الدولتان»، وذلك دفاعا عن نظام بشار الأسد البعثي! المالكي لم يتهجم على السعودية وقطر فحسب، بل إنه يقول عن نظام الطاغية الأسد: «لم يسقط، ولن يسقط، ولماذا يسقط؟».

نعم يقول: «لماذا يسقط؟». بعد قرابة عشرة آلاف قتيل سوري، ومليون محتاج للمساعدات الإنسانية الفورية، وما يفوق المائة ألف لاجئ، يقول المالكي، الذي سبق أن اتهم الأسد بأن نظامه يقف خلف الإرهاب ببغداد، وهدد باللجوء لمجلس الأمن بسبب ذلك، يقول المالكي اليوم عن الأسد: «ولماذا يسقط؟».. الحقيقة أن ما يفعله المالكي يعتبر دليلا على ألا أمل بالوثوق بالحكومة العراقية الحالية، وتحت أي ظرف، وذلك لعدة أسباب.. فإذا كان المالكي حريصا، وهذا أمر لا يصدَّق، على سلامة سوريا والمنطقة ككل، حين يقول، محذرا، إن محاولة إسقاط الأسد بالقوة ستؤدي إلى «أزمة تراكمية بالمنطقة»، فالمعلوم أن وصول حزب المالكي نفسه للحكم في العراق هو نتاج تدخل قوة خارجية أسقطت صدام حسين، وهي أميركا، كما أن حكومة المالكي نفسها بقيت بالحكم نتيجة الضغط الإيراني، على الرغم من خسارة المالكي نفسه في الانتخابات وبفارق صوت عن إياد علاوي، فكيف يخشى الآن على المنطقة من إسقاط الأسد بالقوة؟

وكيف يهاجم المالكي السعودية وقطر بعد انتهاء القمة العربية ببغداد، وبعد حضور ممثلين عن البلدين بتلك القمة، خصوصا أن مواقفهم كانت سابقة للقمة، بينما المالكي هو من أعلنت حكومته قبل القمة في بغداد أنها لا يمكن أن تدافع عن الأسد؟ فكيف انقلب اليوم، وبعد قرابة ثلاثة أيام من قمة بغداد، على السعودية وقطر؟ فهذا بالطبع خداع واضح، ودليل على وجوب عدم الثقة في حكومة المالكي، الذي لو تجرأ وهاجم «هاتان الدولتان» قبل قمة بغداد لكانت الأمور مختلفة عمَّا سارت عليه. والأمر الآخر لضرورة عدم الوثوق في حكومة المالكي، وهو أهم من كل شيء، أن الحكومة العراقية هي من يقوم بتأمين ممر آمن للأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد، وهذا ما ذكره أحد الشهود من المسؤولين السوريين المنشقين أمام مؤتمر أصدقاء سوريا بإسطنبول!

وعليه، فكيف يمكن الوثوق في حكومة عراقية تدعي الديمقراطية، وتطارد «سُنة» العراق بحجة الانتماء للبعث، بينما تدافع اليوم عن البعث السوري، وتؤمن له طريق السلاح؟ فما الذي يجمع بين حكومة بغداد والأسد عدا عن الطائفية للأسف؟

وعليه، فلا بد من فرض عقوبة على المالكي نفسه، وليس العراق، فلا بد أن يبدأ الخليجيون بمقاطعة المالكي وحكومته، وحتى رئاسة العراق للجامعة العربية ليست بذات قيمة الآن بالشأن السوري؛ لذا فلا بد من معاقبة كل من يقف مع طاغية دمشق، وأولهم حكومة المالكي.

قاطعوه لكي لا تسمحوا بظهور صدام جديد، أو بشار آخر.

[email protected]