ترشيح الشاطر والاحتمالات الخطرة

TT

تخطو مصر مرة أخرى خطوة جديدة نحو الاقتراب من أتون المصادمات الدموية!

ترشيح جماعة الإخوان المهندس خيرت الشاطر لمنصب الرئيس يجعل الوضع السياسي كله في البلاد في وضع قابل للانفجار السياسي، الذي لن يوقفه (للأسف) إلا صدام في الشارع!

الترشيح الذي تم الإعلان عنه قبيل أيام معدودات من الإغلاق سوف يؤدي إلى عدة نتائج معقدة في عدة اتجاهات، يمكن إجمالها على النحو التالي:

1 - ترشيح المهندس الشاطر سوف يقوم بتفتيت الصوت الخاص بالتيار الإسلامي بين خمسة مرشحين أساسيين: الدكتور سليم العوا، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الشيخ حازم أبو إسماعيل، الأستاذ باسم خفاجي، وأخيرا المهندس الشاطر.

2 - الترشيح أيضا يعلن الصدام العلني المباشر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ظل يؤمن بالوعد الإخواني بعدم ترشيح مرشح إخواني لمنصب الرئاسة.

3 - التأثير على سلامة تماسك القمة والقاعدة في جماعة الإخوان بشكل سلبي، خاصة عند الشباب الذين يعتبرون الدكتور أبو الفتوح نموذجا لهم.

4 - دفع المجلس العسكري للرد على «الفعل الإخواني» برد فعل مضاد، إما بشكل دستوري في المحاكم أو بطرح مرشح اللحظة الأخيرة من قبل المؤسسة العسكرية.

المهندس خيرت الشاطر، من أبناء الإسكندرية، التي تعتبر المعقل القوي للتيارات الإخوانية والسلفية، وهو «العقل التجاري والمالي لجماعة الإخوان»، بينما الدكتور أبو الفتوح كان يمثل التيار السياسي الانفتاحي المستنير.

من هنا يتوقع أن يحدث انقسام داخل قواعد الجماعة بالذات في المرحلة السِنية الشبابية التي شاركت بقوة في ثورة يناير في مواجهة تيار الآباء المؤسسين للجماعة، الذي يقوم على مبدأ السمع والطاعة لفضيلة المرشد ومكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة.

بالطبع يأتي التيار السلفي الذي يمثله الشيخ حازم أبو إسماعيل أكبر المتضررين من ترشيح الشاطر.

الأيام المقبلة، وأعني بها أيام ما قبل إغلاق باب الترشيح؛ يوم الثامن من هذا الشهر، سوف تشهد صدامات سياسية، ومفاجآت غير متوقعة، وتحالفات جديدة وانقسامات تهدد بالمزيد من الفوضى في المشهد السياسي.

وسوف يتضح الموقف الحالي في غضون ساعات أو أيام قليلة عند قياس رد فعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ظل يراهن منذ بدء الثورة على حالة من الهدنة والتوافق مع جماعة الإخوان.