ولم يتم اللقاء

TT

هذه القصة أخذت من مفكرة نجمة السينما والتلفزيون (لوريتا يونغ)، وإنني أنقلها هنا حرفيا، وليس لي فيها أي فضل:

في 5 أكتوبر (تشرين الأول): بدأت حياتي اليوم، إن أبوي لم يعرفا ذلك بعد، فأنا أصغر من بذرة التفاحة.

- 19 أكتوبر لقد كبرت قليلا، ولكنني ما زلت أصغر كثيرا من أن أفعل شيئا بنفسي، إن أمي تفعل كل شيء لي، والطريف أنها ما زالت تجهل أنها تحملني هنا تحت قلبها مباشرة، وأنها تغذيني بدمها.

- 23 أكتوبر: بدأ فمي الآن فقط، تصور أنني في خلال عام أو نحو ذلك سوف أطلق الضحكات!.. وبعد ذلك سأتمكن من الكلام.

- 27 أكتوبر: بدأ قلبي ينبض اليوم من تلقاء نفسه، وسوف يخفق منذ الآن برقة طوال ما بقي من حياتي دون أن يتوقف لحظة واحدة للراحة.

- 2 نوفمبر (تشرين الثاني): إنني أكبر قليلا كل يوم، لقد بدأ ذراعاي وساقاي تتخذ لها شكلا، ولكنني مضطرة للانتظار طويلا قبل أن تحملني ساقاي.

- 12 نوفمبر: بدأت أصابعي الرقيقة تتكون الآن على يدي، ما أعجب حجمها الصغير! ومع ذلك فما أروع المظهر الذي ستبدو به، سوف تداعب الجرو، وتقذف الكرة، وتقطف الزهور، وتلمس يدا أخرى، إن أصابعي هذه قد تعزف على الكمان يوما أو ترسم لوحة.

- 20 نوفمبر: قال الطبيب اليوم لأمي للمرة الأولى: إنني أعيش هنا، تحت قلبها، هل أنت سعيدة يا أماه، لن يمضي لي وقت طويل حتى أكون بين ذراعيك.

- 25 نوفمبر: إن أبي وأمي لم يعرفا بعد أنني مجرد بنت صغيرة، ولعلهما يتوقعان غلاما، أو ربما توأمين ولكنني سأفاجئهما.

- 10 ديسمبر (كانون الأول): لقد تم تشكيل وجهي تماما، إنني آمل أن أبدو شبيهة بأمي.

- 14 ديسمبر: أماه، إنني أسمع خفقات قلبك، إنني أتساءل عما إذا كنت تسمعين أنت أيضا نبضات قلبي الهامسة، إنني لا أكاد أقدر على الانتظار لكي أكون بين ذراعيك ألمس وجهك، وأنظر إلى عينيك، إنك في انتظاري كما أنني في انتظارك، أليس كذلك؟

- 28 ديسمبر: أماه، لماذا تركتِهم يوقفون حياتي؟! لقد كنا على وشك أن نقضي وقتا جميلا معا.

وهكذا تمت القصة ولم يتم اللقاء.

***

قال لي: إن الحياة قصيرة جدا، لذلك يجب علينا أن نتحرك فيها ببطء أكثر.

أجبته: ولو كان يرافق ذلك البطء شوية (دلع ومغنجة) يكون أحسن.

***

«كنا نستهجن كلام الأنذال، فأصبحنا نشتري كتبهم»

- ونقرأ مقالاتهم كذلك، مثلما يفعل البعض منكم الآن.

[email protected]