اللهم ثبت عقولنا

TT

ترددت أن أكتب في هكذا موضوع، ليس لخطورته ولكن لـ(بواخته)، إلى جانب أنني لا أريد أن أحرج هذه الجريدة في طرح مثل هذه المواضيع التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بقدر ما (تسم البدن) أحيانا.

لكنني بعد أن قرأت عنه (ريبورتاجا) في مجلة «سيدتي» التي أفردت له أربع صفحات كاملة، وبحكم أن تلك المجلة تصدر عن تلك الشركة نفسها التي تصدر عنها هذه الجريدة التي أكتب فيها، فإنني شمرت عن أكمامي قائلا: من العبث أن أكون ملكيا أكثر من الملك!!

والحكاية وما فيها بالموجز، أن الصين قد صنعت (امرأة صناعية) تحاكي مواصفات المرأة الطبيعية (99 في المائة)، من ناحية المقاييس المثالية والبشرة والحرارة والليونة وحتى إصدار الأصوات (بدلع)، وسعرها سبعة آلاف دولار.

وقد أجرت المجلة استبيانا شمل (100) شخص من الرجال والنساء، بمن فيهم الشباب والأطباء والقانونيون ورجال الدين، وكلهم أدلوا بدلائهم بأسمائهم وصورهم من دون حرج.

وقالت إحدى الإعلاميات: «للأسف أتوقع لهذه الدمية رواجا كثيرا ومخيفا، هذا إن لم تنفد الكمية من الأسواق في أول طرح لها، وتوقعي هذا ينبع مما أراه من طيش وتهور بعض الشباب من دون مراعاة لكثير من الأمور».

وقال طالب جامعي: «كل ممنوع مرغوب، ونحن لا ننكر أننا شعب غريب الأطوار في ما يتعلق بالنمط الاستهلاكي، وعنده قبول قوي للتجربة حتى لو كانت مضرة قبل أن تكون محرمة شرعا، فالكثير قد يفكر في هذه الدمية كـ(تصبيرة مناسبة) حتى يتم الفرج بالزواج».

ولدكتور ومستشار نفسي واجتماعي رأي في هذا الموضوع الشائك جاء فيه: «أكاد أجزم بأن هذه الدمية ستهرب إلينا بسبب الرغبة القوية لدى شريحة من المراهقين في امتلاكها وتجربتها، ولهذا أناشد وزارة الشؤون الاجتماعية والمسؤولين ضرورة حل مشاكل الشباب، كي لا نجد أنفسنا أمام ظواهر لم نألفها من قبل، ولا نمتلك آليات التصدي لها».

أما رجل الدين فعندما سئل أجاب: «إن هذا المنتج الذي يحاكي جسد المرأة بغرض الاستثارة والمتعة استعماله غير جائز شرعا لأي رجل، فالله جل وعلا يقول في كتابه العزيز: (والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)».

ولو أنني كنت مكان الصحافي لسألت ذلك الشيخ: «هل هذه الدمية تعتبر من (ملك اليمين)؟!»، وذلك فقط لكي يرتاح بالي، ولكي لا يقع غيري في المحظور لا سمح الله.

والبعض من (الصعاليك) اعتبروا السعر غاليا ومبالغا فيه ولا يقدر عليه أصحاب الدخل المحدود، وهو من وجهة نظرهم لا يقل عن مهر العروس الطبيعية.

ولكي تغري الشركة المصنعة زبائنها - قاتلها الله – فإنها تؤكد أن تلك الدمية لديها (كود) معين لا يعرفه إلا مالكها، فهي لا تتجاوب إطلاقا مع أحد غيره، وذلك لزوم الوفاء وعدم الخيانة، خصوصا لدى الرجال الغيورين على شرفهم.

ولكي لا يفرح كثيرا بعض الرجال (المهابيل المشافيح) فالشركة نفسها أيضا هي بصدد تصنيع رجال بمواصفات جيدة خلال العام القادم (ومافيش حد أحسن من حد).

ودعائي الأخير: اللهم ثبت عقولنا، وحصّن فروجنا.

[email protected]