الطائفية البحرينية.. و«الصدر» العاري!

TT

أن يصل الأمر بالزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى تحريض البحرينيين على مقاطعة سباق فورميولا 1، وبعد أن التقى بمن اعتبرهم أحد مواقع الأخبار الإيرانية «ثوارا» بحرينيين في قم الإيرانية، فهذه هي الطائفية بعينها، خصوصا أن الصدر نفسه قد تعرت مواقفه كثيرا، وتحديدا بسوريا التي يقتل الشعب فيها يوميا.

وبالطبع فإنه ليس من المصادفة أن تشهد مملكة البحرين اعتداءً بالمولوتوف على أحد الوفود المشاركة بسباق الفورميولا في الوقت الذي يلحظ فيه تصعيد إيراني ضد البحرين، يبدو أن السيد مقتدى الصدر يساهم فيه بشكل أو آخر، فها هو الصدر يدعو البحرينيين إلى مقاطعة سباق الفورميولا، ويجتمع بمن وصفوا أنفسهم بالثوار البحرينيين في قم، وكم هو لافت أن اللغة الفارسية تسمي الثوريين: انقلابيين؛ وهكذا أبرز موقع «مشرق نيوز» الإيراني خبر خطبة الصدر بمن وصفوا بالثوار البحرينيين، وعليه فإذا كان الصدر هو من يوجه معارضة البحرين وشيعتها، ومن قم، فكيف يمكن أن يقال إن ما يحدث بالبحرين ليس طائفية؟ فهل هناك طائفية أكثر من ذلك؟ خصوصا أن الصدريين المحسوبين على إيران هم من يدعمون، وينافحون عن بشار الأسد الذي يقتل السوريين يوميا، ومنذ قرابة ثلاثة عشر شهرا، حيث لا يزال مقتدى الصدر، مثله مثل الشبيح حسن نصر الله، يطالب السوريين بمحاورة الطاغية الأسد! أمر عجيب فعلا.

وهنا قد يقول البعض إنه لا يجوز التعميم في القصة البحرينية، سواء بالقول إن المعارضة، أو الشيعة، البحرينيين كلهم مع الصدر الإيراني، وهذا صحيح، ولكن عندما يفرز العقلاء أنفسهم بالمشهد البحريني، فأين الصوت الشيعي البحريني العاقل، أو المعتدل، الذي خرج وأدان تصريحات الصدر عن سباق الفورميولا، أو أدان اجتماع المعارضة البحرينية بالصدر في قم؟ بل إننا لم نسمع صوتا عاقلا، أو أصحاب رؤية نقدية حقيقية، للمشروع الطائفي الشيعي في المنطقة، فعقلاء السنة، مثلا، تصدوا للمتطرفين الذين أرادوا أن يقرروا مصير الأمة من تورا بورا، لكن لم نسمع من عقلاء الشيعة - وتحديدا بعد ما سمي زورا الربيع العربي - نقدا حقيقيا ضد من يريدون تقرير مصير الشيعة من قم، أو من خلال حسن نصر الله، أو الصدر، وهذا أمر مفزع!

ولذا فإن تدخلات الصدر، وقبله نصر الله، في الشأن البحريني، ما هي إلا دليل صارخ على الطائفية المقيتة التي تضرب مملكة البحرين، وهي ما يحرك المعارضة البحرينية، وتحديدا الشيعية، خصوصا التي لم تقم بفرز نفسها عن متطرفي قم، والضاحية، وخلافهم، أو قل أبناء إيران. وبالتالي فإنه لا يفيد المعارضة البحرينية الشيعية، وغيرها من شيعة المنطقة، التخفي تحت مطالب الإصلاح، والتشدق بها، ما داموا يرتضون تدخل شخصيات متطرفة مثل نصر الله والصدر، أو مواقف رجل مثل أحمدي نجاد، الذي يعتبر أول رئيس إيراني يزور الجزر الإماراتية المحتلة، فما يتناساه المعارضون، أو الثوار، أو الانقلابيون، من شيعة البحرين، وغيرهم، أن «الصدر» غطاء عار بالعراق، وسوريا، فكيف به في البحرين، والخليج العربي؟!

[email protected]