دلع نفسك يا أخي!

TT

لدي نظرية مجنونة لا أعرف حقيقة صحتها من عدمها تقول: «إننا في كل مراحل حياتنا العمرية لا نكون في وضع يؤهلنا كي نتمكن من إصدار القرار السليم».

هذه النظرية تعتمد على الحقائق التالية: «أننا في الطفولة غير مكلفين لأننا لسنا أصحاب أهلية كاملة لاتخاذ القرار بحكم المنطق والقانون، وفي مراهقتنا يحكمنا التطور الفسيولوجي والاندفاع العاطفي، وفي سن الشباب نكون في مرحلة ما بين مغادرة آثار المراهقة وتكوين مراحل النمو».

أما في مرحلة الرجولة فنحن ننتظر سن التقاعد للتحرر من سن التنازلات التي تفرضها علينا صراعات الحياة. وحينما نصل إلى سن التقاعد لا نصل إلى الحكمة التي ننشدها بسبب التأثر ببدء تداعي أجهزة الجسد وتدهور القدرة على الثبات الانفعالي وتناقص القدرة على التركيز والتحليل السليم للأمور لانخفاض نسب الأكسجين في الدم وتصلب الشرايين!

باختصار نحن دائما في أي مرحلة سنية لسنا في مرحلة تأهيل كامل لاتخاذ القرار السليم أو الأفضل!.. دائما في كل مرحلة من حياتنا هناك تحد ما يفرض نفسه علينا!

وهناك عبارة بليغة كتبها الممثل الساخر الراحل «كينيث ويليامز» في مذكراته قال فيها: «إن أزمة حياتنا أننا نعيش دائما في قلق ما. وينتهي بنا الأمر إلى أننا لدينا مخاوف من ذكريات الماضي، ولدينا مخاوف مما يحمله المستقبل من المجهول، وما بين مخاوف الأمس ومخاوف الغد تضيع منا أي إمكانية للاستمتاع بالحاضر»!

وبالطبع لا يمكن الحديث عن هذا الأمر من دون التوقف أمام نكتة ذلك الرجل الذي يعاقر الخمر ليل نهار، وحينما سألوه عن سبب ذلك قال: «أنا أشرب الخمر كي أنسى ما حدث لي في حياتي»، وحينما سألوه: «وماذا حدث لك؟»، رد في بساطة وتلقائية: «بصراحة.. مش فاكر»!

لذلك ينصح أحد علماء الفكر البوذي بأنه من الأفضل للإنسان أن يتصالح مع ماضيه، ويطمئن على مستقبله حتى يستطيع أن يتمتع بحاضره.

علينا أن نحسن الاستمتاع المشروع بكل لحظة، تحت شعار «المشروع القومي لتدليل الذات»، أو كما يقول أهل مصر «دلع نفسك»!

وأهم مبادئ حزب الدلع هي: «صالح نفسك حتى تتصالح مع الحياة»، «العمر لحظة فاحترم وقتك ووقت الغير»، «تخلص من العقد الإنسانية في المعاملات الإنسانية»، و«لا تخجل من ضعفك، ولا تخجل من الاعتذار عن أخطائك».