مومياء تايتانيك

TT

بمناسبة مرور مائة عام على غرق السفينة الشهيرة تايتانيك؛ تذكرت اللقاء الذي جمعني والغطاس الشهير بوب باليرلد الذي اكتشف السفينة الغارقة تايتانيك في عام1985 واختير ضمن المكتشفين العظام التسعة الذين اختارتهم الجمعية الجغرافية عام 2000، وكنت المكتشف العربي الوحيد ضمن هؤلاء المكتشفين في مختلف مجالات العلم والمعرفة. وخلال الحديث وجدته يحكي لي قصة اكتشافه للسفينة الغارقة التي وضعته ضمن المغامرين المشاهير في العالم؛ وكم استغرق من السنوات في الدراسة والبحث في الخرائط والقيام بعمليات حسابية شاقة ودقيقة تراعي الظروف المناخية من سرعة رياح، وحركة الثلوج، والأمواج التي تعرضت لها السفينة في رحلتها، والسرعة التي كانت تبحر بها في ذلك الوقت. وقد جمع كل المعلومات، ليس فقط عن السفينة ومحركاتها وأدوات الملاحة المزودة بها، ولكن أيضا المعلومات الخاصة بالمسافرين على متنها والحمولة التي كانت تنقلها خلال هذه الرحلة الأولى والأخيرة. الخلاصة أن موضوع الكشف عن تايتانيك وإن كان مغامرة شائقة، فقد كانت مبنية على دراسات جادة وشاقة. المهم أننا اتفقنا معا على أن نقوم برحلة بحث أخرى للكشف عن تابوت الملك منكاورع الذي غرقت به السفينة الإنجليزية أوائل القرن العشرين قبالة السواحل الإسبانية؛ أثناء نقله من مصر إلى إنجلترا. واتفقنا على أن نبدأ مرحلة البحث، ولكن اختلفنا حول من يملك التابوت، لأن القوانين البحرية الدولية تجعل التابوت الفرعوني من نصيب إسبانيا.

كذلك تذكرت اللقاء الجميل الذي جمعني والمغنية الشهيرة سيلين ديون صاحبة الأغنية الشهيرة في فيلم تايتانيك؛ ووجدت إنسانة مثقفة تقرأ عن مصر وتحب الآثار وتحرص على متابعة كل الأفلام الوثائقية عن مصر.

وأخيرا، تذكرت الشائعة الشهيرة التي أطلقت بعد سنوات من غرق السفينة، وهي أن السبب في غرقها وجود مومياء لأميرة فرعونية بصحبة أحد الأثرياء الأميركان الذي اشتراها من إنجلترا؛ وكُتبت مقالات كثيرة عن لعنة مومياء الأميرة التي أغرقت تايتانيك عام 1913 ميلاديا. ووجدت هذه الشائعة رواجا بين الناس حتى قيل إن السفن كانت ترفض نقل أي آثار فرعونية إذا علمت بوجودها خوفا من لعنة الفراعنة.

أما المفاجأة الكبرى، فكانت أثناء زيارتي لإلقاء محاضرة بمدينة بالفست بآيرلندا، وقمت بزيارة الجامعة، وهناك وجدت المومياء داخل متحف الجامعة، وقد اتضح أن المليونير الأميركي أهدى المومياء للجامعة، بعد أن كان يخطط لنقلها معه إلى أميركا على متن التايتانيك في رحلتها الثانية، وبعد أن علم بغرق الباخرة اعتقد أن نيته نقل المومياء أغرقت السفينة، ولذلك تركها وفرّ بنفسه، تاركا الأميرة وحيدة في آيرلندا. احذروا لعنة المومياوات.