حرب أكبر من أفغانستان

TT

أكثر عبارة لافتة للنظر في الخطاب البليغ للرئيس أوباما الذي وجهه إلى الأمة عشية الثلاثاء جاءت في نهايته، وهي: «هذه الفترة من الحرب بدأت في أفغانستان، ومنها ستنتهي أيضا».

لو كان هذا الادعاء صحيحا، لسجلت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بداية فترة أصبحت نهايتها وشيكة. الرئيس يعتقد ذلك، والشعب الأميركي يتمنى أن تكون تلك هي الحقيقة أيضا. إنها رؤية جذابة، تتمتع بميزة سياسية عظيمة، ألا وهي منح الأمل في نهاية مبكرة وواضحة نسبيا لـ«هذه الفترة من الحرب». وهي ليست برؤية مفككة من الناحية الفكرية: وجهت هجمات الحادي عشر من سبتمبر من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان. وقد تمثل هدفنا من الحرب - وما زال متمثلا - في الإطاحة بتنظيم القاعدة ومنع استخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات مستقبلية. وحينما نتمكن من تحقيق ذلك الهدف، سوف تنتهي الحرب.

لكن ماذا لو كانت الحقيقة هي أننا، من باكستان في الشرق إلى تونس في الغرب، وبشكل أكثر وضوحا الآن في دول مثل إيران واليمن والصومال – وليس فقط في أفغانستان – نخوض حربا ضد الإسلام السياسي، وهو التيار الذي لا تقتصر قدرته على إيجاد رعاة وداعمين من الدول على دولة واحدة أو دولتين. وهذه ليست حقيقة سارة، بل ولم تكن إدارة بوش حتى على أهبة الاستعداد لمواجهتها. غير أن الرئيس جورج بوش الابن تمكن من اكتشاف الحقيقة التي نحن متورطون فيها، ولم يكن أمامه أي خيار سوى المشاركة في حرب أكبر، «حرب عالمية ضد الإرهاب»، والتي كانت أفغانستان تمثل جبهة واحدة فيها.

بالطبع ثمة مشكلات مرتبطة بشن «حرب عالمية ضد الإرهاب»، كعبارة وكمبدأ منظم. لكنها تبرز ما يحتمل أن نطلق عليه رؤية «كبرى» لأحداث 11 سبتمبر ودلالاتها.

سيكون من الرائع أن تكون رؤية أوباما لأحداث 11 سبتمبر ودلالاتها صحيحة. لكن لو لم تثبت صحة الادعاء بأن أفغانستان هي المكان الذي «ستنتهي فيه تلك الفترة من الحرب» – حتى لو تمت تهدئة أفغانستان ولم نعد نخوض حربا هناك – فيجب أن يدرك الشعب الأميركي ذلك.

هذا لا يعني أننا بحاجة لنشر قوات وخوض معارك في مختلف أنحاء العالم. بعد كوريا وفيتنام، خضنا بقية مراحل الحرب الباردة من دون عمليات قتالية رئيسية. لكن تلك «الفترة من الحرب» لم تنته بعد الهدنة في كوريا أو الانسحاب من فيتنام. لسوء الطالع، لن تنتهي الحرب التي نخوضها بالسلام مع أفغانستان أو بالانسحاب من أراضيها.

* خدمة «واشنطن بوست»