مصر: نفق دموي؟

TT

المصادمات الدموية في ميدان العباسية على بعد أمتار من مقر وزارة الدفاع المصرية، أمر ينذر بخطر بالغ ويؤشر إلى احتمالات مخيفة سياسيا وأمنيا.

يحدث ذلك ومصر على أعتاب بدء أول سباق رئاسي بين 13 مرشحا يمثلون تيارات مختلفة تتنافس - لأول مرة - في ظل انتخابات تنافسية حرة منذ يناير (كانون الثاني) 2011.

القصة بدأت منذ أربعة أيام حينما قام مناصرو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح السلفي الذي استبعدته اللجنة العليا للانتخابات بسبب مخالفة أوراق تقديمه للانتخابات لثبوت حصول والدته على الجنسية الأميركية.

وتمت الدعوة أول من أمس إلى تحويل هذا الاعتصام إلى مليونية في ميدان العباسية اليوم الجمعة.

ولمن لا يعرف، فإن منطقة العباسية هي المحور الأمني للمنطقة المركزية العسكرية، فيها وزارة الدفاع، والقيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة عمليات الشرطة العسكرية، أي هي المنطقة التي تتحرك لها قوات السيطرة وحفظ أمن البلاد.

من هذا المنظور، إذا ما حدثت اضطرابات، وحدثت مظاهرات مليونية في هذه المنطقة فإن ذلك يشكل تهديدا أمنيا لحركة القوات الأساسية لجيش البلاد في تأمين العاصمة.

العنف الذي تم والمصادمات بين المعتصمين و«البلطجية» هي مجزرة بكل المقاييس، وهي أمر يخلق ثأرا وثأرا مضادا بين قوى سياسية، إحداها تشعر بالغبن والألم لأن ممثلها (الشيخ حازم) لم يحصل على حقه في الترشح، وأخرى وهي المجلس العسكري الذي يكفيه من الأزمات التي يتصدى لها وآخر ما يحتاجه هو انسداد حركته في منطقته المركزية العسكرية.

هذا الوضع هو ترجمة مؤلمة لحالة من الفوضى والاحتقان والسيولة في التوقعات والتحالفات والانقسامات في مصر.

هذا كله يلقي بظلاله كي يطرح السؤال الكبير:

هل هذه الأحداث تنذر بتأجيل أو إلغاء الانتخابات الرئاسية أم تسرع بوصول المجلس العسكري وجماعة الإخوان إلى اتفاق تسليم وتسلم السلطة؟

مرة أخرى، لا أحد، وأكرر لا أحد، يعرف بالضبط ما الذي يمكن أن تكشف عنه الساعات أو الأيام المقبلة.