تركيا ومصر وإسرائيل.. تغيير التوازنات في المنطقة

TT

استضافت العاصمة التركية إسطنبول اجتماعين مهمين في نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا مختلفة تتعلق بالربيع العربي، كان أولهما مؤتمر حزب الشعب الجمهوري التركي الذي حضره عشرات الأكاديميين والمشرعين والصحافيين في الكثير من البلدان المسلمة لمناقشة التداعيات السياسية للربيع العربي. وتمثل الاجتماع الثاني في المبادرة التي أطلقها اتحاد المقاولين الأتراك، باستضافة أبرز شركات المقاولات الأوروبية لمناقشة الاستثمار المحتمل في العالم العربي. وتم توجيه الدعوة إلى السفير المصري في تركيا عبد الرحمن صلاح الدين لحضور الاجتماع وإخطار المقاولين الأتراك والأوروبيين بالتطورات التي شهدتها المنطقة، والتي من شأنها أن تقدم فرصا جديدة للمستثمرين المحتملين.

وفي حديثه لمجموعة من المدعوين يوم الثلاثاء الماضي، قال السفير المصري: «هذا وجه آخر للربيع العربي»، وأضاف أن المناخ السياسي الجديد في منطقة الشرق الأوسط من شأنه أن يفتح قنوات جديدة بين المنطقة وباقي دول العالم عبر تركيا.

وفي ما يتعلق بهذا الشأن أكد صلاح الدين على أهمية تحسين سبل التعاون بين تركيا ومصر، وهما أكبر دولتين في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف: «لقد ضاعفنا حجم التجارة البينية تقريبا، ونأمل في تجاوز رقم خمسة مليارات دولار». وقال السفير المصري إن أول رحلة لسفن نقل الشاحنات بين البلدين قد بدأت في السادس والعشرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي بين مدينتي مرسين التركية وبورسعيد المصرية، وسوف يتبعها رحلة أخرى بين مدينة الإسكندرونة التركية والإسكندرية المصرية، وأضاف: «سوف تصل نحو 1000 شاحنة إلى دول الخليج العربي كل يوم. ولا تحمل هذه الشاحنات بضائع تركية فحسب، ولكنها تحمل بضائع أوروبية أيضا، ولن تعود فارغة، على ما أعتقد. وسوف يؤدي هذا إلى إقامة طريق نقل حي بين الشرق الأوسط وأوروبا».

وكانت سفن نقل الشاحنات قد وضعت على جدول الأعمال قبل عام من الآن، كجزء من العلاقات التجارية المتنامية بين تركيا ومصر، ولكن الآن سوف تساعد هذه السفن تركيا على الوصول إلى دول الخليج العربي من دون المرور على العراق وسوريا، بسبب الأزمات السياسية التي يعاني منها كلا البلدين.

ويعود سبب التطور الكبير في العلاقات بين تركيا ومصر خلال فترة وجيزة، حسب تصريحات السفير المصري، إلى تداخل السياسات الخارجية لكلا البلدين. وقال صلاح الدين: «إننا نتمتع بعلاقات خالية من أية مشكلات»، وأشار إلى وجود تطابق في مواقف البلدين في ما يتعلق بالقضايا الدولية الرئيسية، بما في ذلك الربيع العربي والصراع العربي الإسرائيلي وعدم انتشار الأسلحة النووية. وأضاف السفير المصري: «هناك إمكانيات كبيرة، وأعتقد أنه يجب تحويلها إلى استثمارات نقدية».

وبغض النظر عن العلاقات الاقتصادية والسياسية، كانت هناك تدريبات عسكرية مشتركة للبلدين في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة استعراض للقوة أمام إسرائيل.

وقد أثار هذا التقارب المصري التركي، الذي وصفه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأنه محور مصري تركي، علامات الدهشة في الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط مخاوف من إقامة معسكر سياسي جديد في مواجهة إسرائيل.

وقال السفير المصري بصورة مباشرة: «العلاقات التركية المصرية ليست ضد إسرائيل أو أي دولة أخرى»، وأشار إلى أن العلاقات بين القاهرة وأنقرة تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، لا إلى خلق توترات جديدة.

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية