من حكميات الشرق

TT

مشكلة الشيبان مع الغريزة الجنسية والعجز الجنسي أثارت في الشرق مثل ما أثارته في الغرب من تقليعات وحكميات. قال الفرنسيون إن المسنين يجرون وراء المرأة دون أن يعرفوا لماذا يجرون وراءها. وهذا مثل ما ذكرته عن ذلك الرجل العجوز الذي تزوج شابة ثم سألها في ليلة العرس عما يجب عليه أن يفعله.

ذهب أحد كبار المهراجات الطاعنين في السن، لاستشارة الطبيب في نفس الأمر. فحصه الطبيب ثم قال له: كلا.. صحتك لا تتحمل الواجبات الزوجية، اصرف ذهنك عن الموضوع وإلا فستموت. بيد أن هذا المهراجا، ككل المهراجات، لم يستطع كبت رغبته الجنسية، وإلا فما فائدة كل هذه الثروة التي ورثها عن أجداده؟ تزوج بواحدة سمراء من كجرات، وطاب له العيش معها، فطمع بواحدة ثانية فتزوج بإنجليزية شقراء، ثم تلاها بواحدة كشميرية متينة ناهدة الصدر، ثم أخرى من السند، وهكذا حتى أصبحت له عشرون زوجة، أسكن كلا منهن في فيللا خاصة قريبة من قصره.

استمر هذا الشيخ العجوز في حياته الشبقية واستخدم خادما لجلبهن. كلما شعر برغبة لواحدة منهن ضرب على الجرس فجاءه الخادم فقال له اذهب وائتني بالكجراتية من الكنج أو الكستنائية من الهملايا. وأعد هذه البصراوية من العراق لبيتها. لا تحصل منها على غير المشاكسة والعراك واللغوة. فيلبي الخادم الطلب ويجري. يذهب بهذه ويأتي بتلك، وهكذا ينفذ أوامر المهراجا الشبق. يجري طوال الليل من فيللا إلى فيللا.

«الحمد لله. أراك وافر الصحة والنشاط وكل شيء على ما يرام». قال له الدكتور وقد التقاه بعد ثلاث سنوات.

«نعم لم أمت كما كنت تتوقع. ولكن الخادم المسكين مات مع الأسف».

«الخادم مات؟ وما علاقته بالموضوع ليموت؟».

«الاستمتاع بالنساء لا يقتل الإنسان يا دكتور. ولكن الجري وراءهن هو ما يقتل الرجال!».

وخذوا الحكمة من أهلها.

وشاعت في العراق حكاية العمارتلي المسن الذي تزوج بمانة الشابة ثم حانة الكبيرة في السن. وكان الرجل قد دخل سن الشيخوخة توا فوخطت لحيته الداكنة شعرات بيضاء. فكان إذا قضى ليلته مع مانة نتفت الشعيرات البيضاء ليصبح شابا مثلها، وعندما يكون مع حانة نتفت الشعرات السوداء ليصبح أشيب مثلها. مر الزمن حتى فقد كل لحيته بكل هذا النتف، فقال: «بين حانة ومانة ضاعت لحانا». وأصبح مثلا يضرب في الحكومة الراهنة التي ضاعت بصيرتها في الحيرة بين الولاء لإيران أو أميركا.