غلطة الشاطر (محمد مرسي) بألف

TT

في مساء السبت الماضي طببني ربي على قناة فضائية، كان يخطب فيها الدكتور (محمد مرسي) المرشح الرئاسي لحزب (الحرية والعدالة) وهو الاسم المستتر أو (المنقب) للإخوان المسلمين، وذلك أمام حشد هائل من الجمهور، فقررت أن أمضي بالمشاهدة حتى النهاية للعلم بالشيء.

غير أنني ذهلت وأصبت بما يشبه الصدمة، عندما سمعته يتحدث بثقة بالغة حسدته عليها وهو يقول بما معناه: إن أصحاب العهد البائد من مبارك (المخلوع) وحاشيته قد (لهفوا) - أي سرقوا - من خزائن مصر طوال ثلاثين عاما ما بين خمسة إلى ستة (تريليونات) دولار. انتبهوا إنها (دولارات) وليست جنيهات مصرية (!!).

طبعا كلمة تريليون هذه بحد ذاتها أربكتني، وزاد الطين بله أنه كان هناك (تريليون) ضائع بكل بساطة بين الخمسة والستة، وكأنه شوية (فكّة) لا تقدم ولا تؤخر.

فقلت بيني وبين نفسي: إن (الإمام أحمد) ملك اليمن قديما كان معذورا على هذا الأساس الذي لا يحترم ولا يفهم ولا يقدر خطورة الأرقام، وذلك عندما سأله أحد الصحافيين عن عدد سكان اليمن، فقال له المسكين بكل براءة: إنهم ما شاء الله كثير، فهم يتراوحون ما بين خمسة ملايين إلى أربعين مليونا، ولا أدري هل هذه الواقعة حقيقية أم (مفبركة)، ولكنني قرأتها هكذا.

أعود للدكتور (محمد مرسي) المتعلم الذي كرر هذا الرقم (المخيف) عدّة مرات دون أن يتلعثم وينشف ريقه، وزيادة في يقينه خاطب الجمهور يسألهم بل ويثقفهم قائلا: تعرفوا (التريليون) كم هو؟! إنه (ألف مليار)، عندها أدركت أنه يعني ما يقول.

الواقع أنني كنت أسمعه وأتمتم قائلا: (يا لهو بالي)، هل هذا ممكن؟! إن الرجل قد يصبح ما بين يوم وليلة رئيسا ليحكم دولة متحضرة قوامها أكثر من ثمانين مليونا من البشر.

ألا يعلم أن الدولار يساوي أكثر من ستة جنيهات؟! ثم ألا يتقن حساب الضرب ويعرف أننا لو ضربنا خمسة تريليونات دولار في ستة، أصبحت النتيجة (30) تريليون جنيه على مدار (30) سنة، أي أن ميزانية مصر سنويا لا بد أن تكون (تريليون) جنيه، و(المخلوع) وأعوانه يسرقون كامل هذا التريليون دون أن يصرفوا منه جنيها واحدا على أية مشاريع أو رواتب.

ألا يعلم أن إيرادات آخر ميزانية لمصر كانت فقط (350) مليار جنيه، وإجمالي المصروفات (514) مليار جنيه، وبعجز نقدي مقداره (164) مليار جنيه، مقابل (127) مليارا عجزا نقديا لموازنة 2011/2010، ويصل العجز الكلي إلى الناتج المحلي 10.75 في المائة، وبشيء من التفصيل فإن تلك الميزانية هي في الواقع في حدود (60) مليار دولار، وهي تساوي على مدار تلك الأعوام الثلاثين (تريليون) وثمانمائة مليار دولار فقط لا غير.

فمن أين إذن أتى بهذه (التريليونات من الدولارات)؟! والغريب أن الحضور ما بين كل جملة وأخرى كانوا يصفقون ويهتفون قائلين: مرسي قالها قويّة، مصر بلدنا مش تكيّة.

إنني لا أقبل الفساد أيا كان، سواء من (المخلوع) أو ممن سوف يأتي بعده سواء خلع أو لم يخلع.

ولكنني أرجو ممن يريد أن يقود الأمة أن (يحدث العاقل بما يعقل)، فليس كل الناس يا سيدي جهالا أو (طراطير).

ولكي يكون كلامي (موثقا)، فإنني شاهدت تلك الخطبة العصماء مساء السبت 12 /5 /2012، ما بين الساعة التاسعة والعاشرة على قناة «الناس»، وذلك للمعلومية، ومن أراد أن يتأكد فليبحث عنها.

[email protected]