كالعادة: لبنان يدفع الثمن!

TT

حث قطر والإمارات والبحرين رعاياها على عدم السفر إلى لبنان مؤشر خطير له تداعياته المتعددة.

أول مؤشر هو تأكيد حالة الخطورة الأمنية التي تجعل لبنان مرشحة لكي تكون منطقة خطرة غير آمنة طاردة للزائرين والسكان والمصالح.

المؤشر الثاني هو أن موسم صيف هذا العام قد أطلقت عليه رصاصة الرحمة، وأن مصدر السياحة الرئيسي الذي يعتمد على موسم الصيف أصبح في طي النسيان مما يضر بمصالح معظم البلاد والعباد.

ومما يزيد من إشعال النار على الموقف اللبناني في مدن الشمال هو تصريحات مندوب سوريا في الأمم المتحدة الذي نسب إلى الأوضاع اللبنانية بأنه المصدر الرئيسي للبلاء والتوتر والمجازر التي تعاني منها سوريا. وأرجع المندوب السوري التوتر السوري إلى تصدير لبنان لتوتراته وسلاحه ومؤامراته.

وبالتوازي تزداد حالة التوتر المسلح بين القوى المؤيدة وأخرى المعارضة لسوريا في منطقتي جبل محسن ودرب التبانة في مدينة طرابلس ومحيطها.

وما زلنا نرى شعارات من بعض القوى اللبنانية تنادي بعودة القوات السورية إلى لبنان من أجل حل المشاكل الأمنية! وكأن سوريا خالية من المشاكل، وكأن قوات الأمن السورية الرسمية نجحت نجاحا كاملا في «كبت» و«جزر» الشعب في الأراضي السورية وأصبح لديها «وقت فراغ» يمكنها الآن من لعب دور إضافي في قمع الأوضاع في لبنان!

الأزمة في سوريا والثمن يدفعه لبنان، القاتل في دمشق والقتيل الجديد سيكون في بيروت! وكأن سوريا تريد إبلاغ رسالة إقليمية ودولية «إذا ما زدتم من درجات الضغط علينا فسوف نفسد عليكم صيفكم ومصالحكم وحلفاءكم في لبنان».

إنه المنطق القديم الجديد الذي يتكرر منذ نصف قرن، منطق العصابات التي تقايض الأزمة بأزمة مضادة والأسير بالأسير والتوتر بتوتر مضاد، وليذهب العالم إلى الجحيم وليدفع شعب لبنان الآمن والصبور - كعادته - فاتورة الجنون الرسمي السوري!

المخيف الآن إلى أين يؤدي ذلك؟

هل تدخل تركيا طرفا على الحدود؟ أم تدخل إيران عبر قناة حزب الله؟ أم تدخل إسرائيل من الجنوب؟ أم يحدث سيناريو الكارثة ويدخل كل هؤلاء داخل أتون جهنم؟