الإعادة: الإخوان ضد من؟

TT

بينما تقرأ هذا المقال ستكون كل اللجان الـ13 ألفا الانتخابية في مصر قد أغلقت صناديقها وبدأت عمليات الفرز في اللجان الفرعية بحضور القضاء ومندوبي المرشحين ووسائل الإعلام ومراقبي المجتمع المدني المحليين والدوليين. كان حضور اليوم الثاني أكثر تأثيرا عن اليوم الأول لثلاثة أسباب:

الأول: أن الحكومة منحت المواطنين عطلة رسمية كي يتمكنوا من التصويت. الثاني: مخاوف بعض الناس في اليوم الأول من شائعات التوتر أو العنف الموعود ثم التأكد من عدم حدوثها. وبالتالي اتخاذ القرار بالذهاب إلى اللجان في اليوم الثاني. الثالث: لعب «الجنرال طقس» دوره في الانتخابات؛ حيث بلغت درجات الحرارة العظمى في محافظات مصر من 35 درجة إلى 47 درجة في البعض الآخر. وكان حلم البعض أن يأتي اليوم الثاني أكثر رحمة من ناحية الحرارة في اليوم الأول، إلا أن الأمر لم يختلف.

أعظم مظاهر طوابير الناخبين هو إصرارهم على إلزام أي شخصية كبرى في المجتمع بالوقوف في الطابور دون أي استثناء لشخصه أو منصبه، وما حدث من إصرار الجماهير على ضرورة التزام الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب بالوقوف في الطابور كان نموذجا لحرص المواطن المصري على حقوقه. والعظيم أن الجماهير ذاتها كانت تطالب بالاستثناء فقط لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين طواعية وإعطائهم الأولوية في التصويت. بالتأكيد تريدون أن تعرفوا من هو صاحب الفرص الأكثر في الفوز. وفي هذا المجال أستطيع أن أعطيكم انطباعات وليس نتائج لأن أنظمة الاستبيان في مصر والعالم العربي ما زالت موضع شك ولا يمكن الاعتماد عليها بالدقة الواجبة. وفي هذا المجال يمكن تأكيد الآتي:

أولا: أن احتمالات فوز أي مرشح من الجولة الأولى أصبح مؤكدا أنه ضعيف للغاية. وبالتالي فإن الإعادة في جولة ثانية هو الاحتمال الأرجح الآن حتى كتابة هذه السطور. ثانيا: أن الاحتمال الأرجح هو أن مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي سيكون أحد طرفي انتخابات الإعادة.

ثالثا: يصبح السؤال الآن هو من المرشح الثاني الذي سيدخل معركة الإعادة أمام الدكتور محمد مرسي؟ هل هو الفريق أحمد شفيق أم الأستاذ عمرو موسى أم الدكتور أبو الفتوح أم الأستاذ حمدين صباحي؟ هذا ما لا توجد مؤشرات مؤكدة عليه حتى الآن. رابعا: يمكن القول إن الصوت القبطي كان مع الفريق شفيق، وأن صوت المرأة التي تمثل نصف الكتلة التصويتية انقسم بين الدكتور مرسي والدكتور أبو الفتوح من ناحية والفريق شفيق والأستاذ عمرو موسى من ناحية أخرى.

ويمكن القول إن رجال الأعمال غالبيتهم انقسموا بين الفريق شفيق والأستاذ عمرو، أما التجار فانقسموا ما بين الدكتور مرسي والفريق شفيق. أما الشباب فانقسموا بشكل حاد بين التيارين الثوري والإسلامي. ولا بد هنا من التأكيد على الانضباط والعمل المحترف المحايد الذي قامت به قوات الجيش والشرطة في تأمين اللجان مما شهد به مراقبو المجتمع المدني المحلي والدولي. أما نسبة التصويت فإن البعض يتوقع أنها لن تقل عن 50 في المائة ولن تزيد عن 60 في المائة.

هذه كلها ملاحظات سوف يتم تأكيد صحتها أو عدم صحتها في غضون ساعات!