شفيق مرشح «الإخوان»!

TT

لو فاز الفريق أحمد شفيق بالانتخابات الرئاسية، فإنه سوف يفوز لأخطاء الغير بالدرجة الأولى!

أول من أمس، قام مجهولون بإحراق المخزن الخاص بالمقر الانتخابي لحملة الفريق شفيق في منطقة الدقي بالجيزة، وقاموا بتمزيق أوراق حملته وتحطيم أجهزة الكومبيوتر الخاصة بها.

وفور حدوث ذلك، حدث استنكار واسع النطاق داخل الرأي العام المصري، الذي قد يكون بعضه - بالضرورة - من أنصار الفريق شفيق.

الرأي العام في مصر يريد بالدرجة الأولى تحقيق الاستقرار القائم على الأمن المستديم وتحسن الظروف المعيشية للمواطنين.

بعيدا عن الشعارات والبرامج والعبارات الرنانة، فإن غالبية المصريين تريد ذلك الرئيس القوي القادر، الكفء، الذي يتمكن من إدارة شؤون البلاد وهي تمر بذلك الزمن العاصف المضطرب.

ولعل أخطاء إدارة جماعة الإخوان المسلمين منذ جلسة مجلس الشعب الإجرائية التي بدأت يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت سببا رئيسيا في تآكل الثقة الشعبية بقدرة الجماعة ورموزها في إدارة شؤون البلاد.

ولا يمكن تفسير حصول الجماعة على أكثر من 10 ملايين صوت في الانتخابات البرلمانية، ثم حصول مرشحها الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في الجولة الأولى على 5.700.000 صوت، رغم أن الفارق الزمني بين الاقتراعين كان 4 أشهر، إلا أنه دليل على فقدان بعض من الثقة بقدرات الجماعة وحزبها السياسي.

وكلما سعت جماعة الإخوان إلى استخدام البرلمان أو الأنصار إلى الإساءة أو الإقصاء للفريق شفيق، زاد ذلك من التعاطف الشعبي معه.

إن منطق السعي إلى الإلغاء والعزل السياسي يستفز الرأي المصري ويزيده في الدخول في حالة من التحدي والعناد لاستشعاره الخوف من مبدأ «اليد الثقيلة» الذي تسعى إليه الجماعة.

الأمل الوحيد للجماعة في الفوز بالمقعد الرئاسي هو مراجعة جادة وسريعة للغاية لمنطق إدارة الأزمة ونقله من حالة الإقصاء إلى التنافس المشروع.