لا أدري عن أي (إنسانية) نحن نتحدث؟!

TT

سمعت أو قرأت أن: الأطفال هم أحباب الله، ولا أدري هل هذا الكلام حديث شريف، أم أنه منحول - أي مختلق؟! ولكن سواء كان هذا أم ذاك، فلا شك أنهم أطهار ويستحقون عن جدارة أن نصفهم بعصافير الجنة، والذي يموت منهم يعتبره البعض شفيعا لوالديه - والله أعلم.

هذه المقدمة العاطفية تنم عن محبتي وخوفي على أطفال العالمين جميعهم من دون استثناء، بمن فيهم أطفال الكفار والأعداء كذلك.

ولكي (أسم أبدانكم) كثيرا لا قليلا، إليكم هذه الحقائق الموثقة:

هناك (15 مليون طفل) يموتون سنويا في بلدان العالم الثالث نتيجة الحروب والأمراض والجوع - أي ما يعادل القوة التدميرية لإلقاء قنبلة ذرية كل أسبوع.

ويقول تقرير الأمم المتحدة، إن ثلث عدد العاملين في مدن أميركا الجنوبية مثل البرازيل والبيرو هم من الأطفال العبيد الذين لم يبلغوا سن الرشد، ويعملون في خدمة الأسر في ظروف صعبة ومن دون مقابل 18 ساعة يوميا، يقومون خلالها بالأعمال المنزلية من الطعام إلى غسل الملابس وكيها، وتنظيف المنزل، وصيانة أجهزته، كل ذلك مقابل وجبة واحدة يوميا لا تكفي لسد الرمق، والإقامة في المطبخ أو في حجرة في حديقة المنزل، وقد سجل الصحافي الفرنسي (لافونت) مشاهداته المآسي عن الرق الأبيض في أميركا الجنوبية بقوله: يقوم المستغلون بالتظاهر بتبني الأطفال اليتامى أو أبناء العائلات الفقيرة، وبعد ترحيلهم إلى مناطق أخرى يقومون بتشغيلهم في المحاجر.

وفي الفلبين تضطر معظم العائلات المكبلة بالديون إلى دفع الأطفال للعمل مقابل كيلوغرامات من الأرز، ويصل سعر الطفل في أسواق الرقيق في بلدان جنوب شرقي آسيا إلى 60 جنيها إسترلينيا، وفي تايلاند تؤدي زيادة عدد أفراد الأسرة وعدم تنظيم النسل إلى الفقر، مما يدفع البعض إلى استغلال الوضع فيلجأون إلى دفع مبلغ من المال تحت شعار مساعدة هذه الأسرة السعيدة الحظ يعرض عليها 65 دولارا سنويا لكل طفل وينقل هؤلاء الأطفال جميعا في رحلة المجهول إلى بانكوك للعمل هناك في المصانع والمؤسسات تحت أقسى ظروف الذل والعذاب، ويعملون في الصناعات اليدوية، أما الفتيات الصغيرات اللاتي يتميزن بالجمال، فغالبا ما يؤخذن إلى بيوت الدعارة للعمل مقابل مبلغ زهيد يدفع لأهاليهن، ويقول: (سانفاسيت كومبرانانت)، مدير مركز بانكوك لحماية حقوق الطفل، إن هناك أكثر من مليون طفل تم بيعهم لأصحاب المعامل والمصانع في تايلاند، وهؤلاء الأطفال ينامون كل مساء بجوار الآلات والماكينات بعد أن يغلق أصحابها الأبواب عليهم.

وفجعت عندما قرأت في التقرير أن هناك في مصر ما لا يقل عن مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين (6) سنوات و(11) سنة يعملون في الأسواق رغم أن القانون المصري يحظر ذلك.

كما أن لبنان يعتبر مرتعا خصبا لعمليات خطف الأطفال وبيعهم في الخارج من قبل عصابات منظمة.

ولقد شاهدت بأم عيني فيلما وثائقيا لرجال البوليس في البرازيل وهم يلاحقون أطفال الشوارع ويطلقون عليهم الرصاص وكأنهم كلاب ضالة.

والآن أقول لكل أم تحتضن طفلها وهي آمنة:

عليك أن تحمدي ربك على النعمة التي أنت فيها.

ولا أدري عن أي (إنسانية) نحن نتحدث؟!

[email protected]