جيل الأعمال السعودي العصري!

TT

الاقتصاد الأكبر في العالم العربي ليس خافيا على أحد أن مقره السعودية، كما توضح الأرقام والبيانات. وقوة الاقتصاد السعودي المستمرة في التنامي عبر السنوات الأخيرة من المنطقي أن تكون انعكست على نوعية رجال الأعمال المتعاملين في مجالاته وأسواقه. فالسعوديون لديهم علم وإلمام ومعرفة نوعية بأسماء الجيل المؤثر الأول من رجال الأعمال الاستثنائيين الذين كانت لهم بصمات واضحة في بناء الاقتصاد السعودي، أسماء مثل: سليمان العليان وعبد اللطيف جميل وإسماعيل أبو داود وسليمان الراجحي وعبد الرحمن فقيه وصالح كامل وغيرهم بطبيعة الحال. كان هذا الجيل ينفتح على الاقتصاد الدولي بشركاته العالمية للإتيان بها وبيوت الخبرة الأنسب وإشراكها في السوق السعودية للاستفادة من الفرص المتاحة وقتها والاستثمار المناسب في أسواق مختلفة ومتطورة.

وكبر الاقتصاد السعودي وتعاظمت التحديات وزادت رقعة المجالات وطبعا ازدادت فرص الاستثمار، وبالتالي ازداد عدد الحاضرين واللاعبين في ملعب الاقتصاد. الظروف المحلية تغيرت للاقتصاد السعودي وكذلك حدثت تطورات مهمة على الصعيد الإقليمي، مع عدم إغفال ما استمر يحصل على الساحة الدولية وكلها كانت تترجم رقميا ونوعيا في الاقتصاد المحلي، مما بات يتطلب نوعية جديدة من رجال الأعمال للتعامل والتصدي مع الواقع المتغير والجديد. مع تعاملي مع شرائح مختلفة من رجال الأعمال في السعودية، سواء بشكل مباشر في عالم الأعمال أو في مجالس مشتركة اجتماعية وتطوعية وخدمية أو وطنية، كنت دوما أحاول أن أرى من يجسد الشخصية السعودية المناسبة لوصف رجل الأعمال السعودي الوطني العابر للمناطق، المكتمل الهوية، الخالي من العقد والعصبية والعنصرية والنرجسية والأنا المتعجرفة.. رجل يتحدث بسوية وعقلانية وثقة وبلا شعارات، وعمله يعكس شخصيته، ويطبق ما يقول، ويكون أيضا ناجحا في عمله لا منظرا فقط، كذلك إيمانا مني بإبراز هذه النماذج اللافتة والناجحة لأن المجتمع بحاجة ماسة لأن يراها ويدركها ويتعرف عليها لكي تكون له بمثابة القدوة والمحفز لتحسين الأداء وتطوير الذات. مع مرور الوقت، توصلت لقناعة كبيرة جدا أن أفضل من يجسد شخصية رجل الأعمال السعودي العصري الملائم لاحتياج الوقت هو صالح التركي.

صالح التركي رجل ناجح متمكن، عمل شخصيا بيده كبائع في محال مختلفة بالمنطقة الشرقية ثم انتقل للعيش في جدة وتحول إلى إحدى أهم علاماتها. أحب المدينة وأهلها فبادلوه الحب، أتقن عمله وتفاني فيه وكان يسعى باستمرار لتطوير نفسه والاستفادة القصوى من خبرات الآخرين وتجاربهم العملية. يؤمن بالاطلاع والتمعن في خبرات الناجحين وعدم الاستهانة بها، مغامر جسور في دخول المجالات الجديدة غير المسبوقة، ولكنه يحسب ويعد ويخطط لذلك جيدا، ولا يخشى الفشل ويعتبره فرصة للتعلم والاستفادة وإعادة الكَرّة. يقبل التحدي مهما تطاله تحذيرات المقربين من الدخول في مواجهة جديدة، ولعل الإنجاز الأخير له ولشركته في إتمام مشاريع تصريف مياه السيول بمدينة جدة بشكل مثالي واستثنائي وقبل الفترة الزمنية المجدولة ووسط ضغوط إدارية غير مسبوقة ومتابعة إعلامية دقيقة - شهادة إنجاز تضاف له بامتياز. له من الإنجازات والنجاحات على المستوى الاجتماعي والتطوعي ما يستحق الإشادة به، في منتدى جدة الاقتصادي والغرفة التجارية وجمعية البر والكثير من اللمحات اللافتة والمهمة جدا على صعيد المسؤولية الاجتماعية. يتواصل بحرفية ومهنية عالية وبلباقة اجتماعية حساسة مع كافة أطياف المجتمع من صغاره وكباره، لم يصبه المال بلوثة ولم يفسده النجاح، بل جعله في حالة سلام مع النفس ولم تغيره الأيام.

«أبو فيصل» كما يحلو لمحبيه أن ينادوه، له قدرة على الإنصات العميق والجيد وتذكر النقاط التي حازت اهتمامه وتبنيها دون أن ينتقص ذلك في رأيه ولا شخصيته، وهذا هو الميزان الحساس الذي يفتقده الكثير من الناجحين وهو عدم القدرة على التفريق بين الشخصية والشخصنة فتختلط المسائل كثيرا. في عالم متغير ومتبدل، أصبح للنجاح والناجحين أسماء ومعان وأشكال مختلفة، ولكن يبقى المعيار الحقيقي هو قبول الناس وحبهم للناجح، وهي مسألة «قدرية» لأن حب الناس هبة وعطية من رب العالمين لا تتحقق إلا للقلة الناجحين.

في السعودية جيل جديد مطلوب من رجال أعمال قادرين على أن يقودوا البلاد لمرحلة جديدة ومهمة، وصالح التركي واجهة مشرفة لذلك.

[email protected]