مطلوب دور أكبر للأمم المتحدة

TT

مع مرور كل ساعة يصبح اكثر وضوحا ان على منظمة الامم المتحدة الاضطلاع بدور نشط في افغانستان. فلا يزال غامضا مصير آلاف المقاتلين الاجانب الموالين لطالبان الذين وقعوا في أسر قوات التحالف الشمالي، او انهم على وشك الوقوع فيه. اما وكالات العون الانساني واللجنة الدولية للصليب الاحمر فلا تعرف حتى الآن السلطة الافغانية التي يجب ان تتعامل معها، وحتى الولايات المتحدة، التي تعتبر الى حد كبير اللاعب الرئيسي في افغانستان، ابدت مؤشرات متناقضة إزاء كل القضايا. علاوة على ما سبق، فإن المؤتمر الذي سينعقد حول افغانستان برعاية الامم المتحدة الذي تقرر اولا انعقاده في برلين وحول الآن الى بون واجل ليوم واحد لن تحضره كل الرموز الافغانية الرئيسية.

يعني كل ذلك، ان افغانستان دخلت مرحلة فراغ سياسي، فمنظمة الامم المتحدة والولايات المتحدة الى حد اقل لم تبديا استعدادا كاملا للاعتراف بتحالف الشمال كحكومة امر واقع، مؤقتة في الوقت الذي تتفاوضان فيه مع التحالف حول العديد من القضايا. وتعتمد الامم المتحدة على تكوين سلطة مؤقتة قبل انتهاء العام الحالي، اذ ان الخطة المفصلة التي سلمت بواسطة مبعوث الامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي، الى مجلس الامن قبل حوالي اسبوعين لن تصبح نافذة الا عقب انشاء هذه السلطة. وتتلخص النتيجة في ان تحالف الشمال يمكن ان يرفض تحمل أي مسؤولية رغم انه بات يسيطر الآن على 75 في المائة من اراضي افغانستان. لذا، فإن هذا الفراغ غير الحقيقي يملأه زعماء الحرب القبليون الذين يسيطرون حاليا على بعض الاراضي الافغانية، وعليه فإن عدم اعتراف العالم الخارجي بتحالف الشمال كسلطة مؤقتة سيكون له تأثير خطير. الكثير من زعماء الحرب داخل التحالف قرروا ممارسة لعبتهم الخاصة لانهم لا يدركون أي نوع من الحكومات سيظهر من خلال المناورات المتعددة خلال الاشهر المقبلة، وقد شهدنا مثالا على ذلك في مدينة قندز، حيث يتنافس الزعيم الاوزبكي عبد الرشيد دوستم والتاجيكي محمد داوود على دخول المدينة، وربما يكون السبب الرئيسي وراء تطويل امد ما يحدث بشأن قندز هو ذلك التنافس بين دوستم وداوود. يبقى ان هناك ثمة حاجة ماسة الى امرين: الاول، يتمثل في خطة سهلة وعملية من جانب الامم المتحدة وبتأييد واشنطن لتكوين حكومة مؤقتة حسب قيد زمني محدد والاعتراف بها. ثانيا، دعم الامم المتحدة لكي تقوم بدور اكبر في اعادة الاستقرار الى افغانستان.